قصائد في أثر الماء

 

           خَفَتَ الماء في النبع

 

 

 

خَفَتَ الماءُ في النّبعِ

جفَّتْ ضروعُ السواقي

فزرتُ موانِئَها المُخْصِباتِ

وجدتُ على شجرٍ عالقٍ ببهاء الشموسِ

طيورَ البهاءِ

وقد عششتْ فوقهُ بهدوءٍ

فقلتُ: إلى أيّ معنًى يُلوِّحُ قلبي

وقد عشَّشتْ فوقهُ بهدوءْ

 

لَمْ ينتقصْ مِنْ شؤونِ القصيدةِ

غابتْ، فأسلَمها الخوفُ للعابرينَ

تهافتَ فيها السؤالُ عن المُخصِباتِ

وكنَّ على سيرةٍ في مراثي النتوءْ

خَفَتَ الماءُ في النَّبعِ

جَفّتْ ضروعُ السواقي

فزرتُ موانئها المُخصِباتِ التي

أصبحتْ زهرةً للوضوءْ

ورأيتُ على طينها طائرًا يتجنّبُ كلّ الفخاخِ

ويمضي إلى نفسهِ

يا ولادةَ صَبّار هذي الحدائقِ

قد صار لي أنْ أُفتّشَ عن رايةٍ

في طريق اللجوءْ؟!

 

 


             في تدفّق مجرى الدموع

 

 

 

في تدفُّقِ مجرى الدموع

وقلْبِ الحصى عند باب الحديقةِ

في موعدٍ لا نراهُ، نَمُرُّ، ونعشى

وإذ نتحرّى بيانَ الوضوحِ

نعودُ لنرسُمَ

حتّى إذا صار مجرى الدموع دمًا

عاد مِنْ موتهِ سالِما

 

عند باب اتّساع النبوءةِ

تمشي الحصى مرتينِ على أرض هذا الحِمى

لَمْ يكنْ صدرُها واسعًا

حين جاءتْ، ولَمْ تكترثْ بالنحيلِ

الذي عاد مِنْ لعبةِ الأشقياءْ

جارتي

والتقينا عدوّينِ، لَمْ يمضِ وقتٌ طويلٌ

فصرنا وحيدينِ

خلف زوايا الغبارِ

وأرهقنا صبرنا

في العراءْ

 

كان يُشعلُ سيجارةً في فناء البيوتِ أبي

فالتفتنا إلى ضوئها

غير أنّ الرياحَ أطاحتْ بها

فابتعدنا، ولكننا بعد حينٍ، رأينا

بأنّا سنبقى عدوّينِ

نبقى عدوينِ حتى كُساح الهواءْ

 

 

 

            خارج النص

 

 

 

لَمْ أنتبهْ

ليديهِ تتكِئانِ مِرآةً على مَهَلٍ

وتشتعلانْ

لَمْ أنتبهِ 

إذ باتَ يحمِلُ مِنْ سرديةِ المعنى

طيورًا للحديثِ عن السياسةِ في تعاليمِ الزّمانْ

لَمْ أنتبهْ

والآنَ خاطبني على مَهَلٍ

تُرى، هل كنتَ بعدَ الآن ظِلًا

وإيقاعًا

هلاميًّا

لورد حديقةِ الإنسانْ؟!

لَمْ أعُدْ واضحًا مثلَ ليلٍ تناقصَ

حتّى إذا انتشر اللاجئونَ على طرقاتِ المدينةِ

صار الندى سُلَّمًا

والحدائق ذكرى

لَمْ أعُدْ مثلَهمْ أستطيبُ الخروجَ

لهذا رأيتُ على الأرضِ شيئًا غريبًا

وسمّيْتُهُ

في المناهج

نصرا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x