المفاتيح لا يصدأ الحبُّ فيها

 

 

-1-

المفاتيحُ لا يصدأُ الحبُّ فيها

ولا تصدأُ الأرضُ بعد اتّكاءِ الحياةِ

على أكرةِ البابِ

كان لنا غرفةٌ في الممرّ القريبِ مِنَ البحرِ

قال لنا جدُّنا، فانتشرنا

وكان لنا بعد ردْمِ الهواجسِ قلبٌ

يطيرُ إلى حفلةٍ في المساءِ

هنا كان يكتبُ جدّي على حائط البيتِ أشعارهُ

كان جدّي كذلك

شاعرَ أرض المسرّاتِ

يُجزلُ للضيفِ بالمفرداتِ

ويهدأُ حين تثور الزوابعُ في ركنها

ثُمَّ كان لنا في المقاهي

سماواتُ أخرى

وكانَ إذا علّقَ النحويُّ على النقص في الفعلِ

مدَّ لهُ جدُّنا نطفةً مِنْ حنينٍ تَخلّقَ

ما بين عظمٍ ودَمْ

 

المفاتيحُ بوصلةٌ للسؤالِ عن الزمنِ المُرِّ

معنى صدًى في الجوابِ

وغمّازتانِ على سَروةٍ في القرارِ

فهل في الحديقةِ كانت تُؤرشِفُ للعارفينَ بأشراطها

أمْ هيَ الآنَ بعد اعتزالِ المنافي

تُريقُ أباريقها في الجنوحِ إلى الانحطاطِ

وتغسلُ ثوبَ النهايةِ

حتّى إذا ما ترسّبَ فينا مِنَ الحزنِ شيءٌ

تولّتْ، ولَمْ يُذعِنِ الثديُ يومًا

 لقلبٍ فُطِمْ!!

-2-

لَمْ تكنْ رغوةُ الأرضِ تطفو

على قدمينِ مُشقّقتينِ

وفينا هواءُ المدينةِ والرعيُ

خلف السهوبِ القريبةِ مِنْ حيّنا

إذ نَعِسنا، طفقنا إلى الكهفِ

والريحُ أفعى

ولكنّ صبرَ الحبيبِ مدارُ العروج لمسعى

وفينا نبيّانِ ينتبذانِ الركونَ إلى غايةٍ في الملاعبِ

صارا إذا انفتحتْ حِقبةٌ مِنْ مآسي الزمانِ

يمرّانِ قربَ الحديقةِ، مُرّوا، إذًا، يا غلابا

ففينا نبيّانِ يقترنانِ المُسمّى

وفينا تعاليمُ رسمٍ

تدارسَها الوقتُ حتّى احتزمْ!

 

ونقيسُ اختلاطَ البنفسجِ

مع زهرةِ البرتقالِ

نُشيّعُ أحلى قصائدنا باتجاه فلسطينَ

نهتفُ للعابرينَ حقولَ الوَلايةِ

إذ نتكاثرُ تِبْعًا لمركزنا في القضيّةِ

ليس الكثيرُ طريقًا لسدِّ الجيوبِ الكثيرةِ

في الاختلاطِ نكوصٌ إلى الذاتِ

إنْ فرَّ ثغرٌ إلى نفسِهِ

أو تجاوَزَنا حَفنةٌ باتجاهِ الأنا

ونقاسي كذلكَ عينَ الخروج بأمراضنا

في احترابِ التّوجُسِ مِنْ كلّ شيءٍ

وفعل الإقامةِ

نقصان ماء السحابِ

وهزَّة غربال شمس الحقيقةِ

ملء النفوس المريضةِ

حتّى إذا ما تناسل فينا السرابُ

أضعنا البداياتِ

رَجْمًا على كلِّ رُجمْ!!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x