أشجار الديكور

 

 

أشجارٌ في الرُّكْنِ الأيْسَرِ لِلمَسْرحِ

تأْبى أنْ يَدْخُلَ في اللعبةِ طفلٌ

لَمْ يبلغْ جَسَدَ امرأةٍ بعدُ

ولَمْ يقطعْ نَهْرَ الخوفِ

ولَمْ يقطفْ زَغَبَ اللحيةِ

قبل هبوب الريحْ

 

في زاويةِ المسرحِ

كُرْسِيٌ مِنْ خَشَبِ البَلُّوطِ

أمامَ امرأةٍ تَختالُ كثيرًا خلفَ الظِّلِّ

فيلمسُها الطفلُ كثيرًا حين ينامُ

فَتَرْتَجِفُ، ويبكي

قال الْمُخْرجُ: غادرَ منتصفَ اللعبةِ

لَمْ يَلْثِمْ شَفَتيها

ودنا مِنْ غلظة هذا القصب الأصفرِ

مالَ إلى صَدْرِ المسرحِ

قال: أبي يَطْلُبني

وأنا مَدَدُ البيتِ إلى النَّصِّ، فأبكاني

وَبَكى الْجُمهورُ على قِلَّتِهِ

فانْتَصَرَ الطَّائرُ للعشِّ

وقال: أبي يَطْلُبني

والدّيكُ فصيحْ

 

صَاحِبَةُ النَّصِّ امرأةٌ طِفْلَةْ

والصَّاحِبُ سَاحِبْ

ثُمَّ إذا ما أَوْزَرَهُ الشَّكُّ

أتاحَ لنا فُرْصَةَ أنْ نَدخلَ في المسرحِ

مِنْ سرديةِ هذا النصِّ

وفرصةَ أنْ نستصلحَ في المسرحِ

أشجارَ

الديكورِ

الطِفْلُ يضارعُ أبوابَ المسرحِ

والمُخْرجُ

والجُمهور على عادتِهِ

يَنهضُ مِنْ حقلِ الشِّيحْ

والشَّاعرُ فجرًا يتأرجَحُ في كلِّ ينابيعِ الأرضِ

ويدخلُ في اللعبةِ

لا وَطَنٌ في اللعبةِ

لا قصصٌ في المسرحِ

تُشرعُ أشواقَ الإنسانِ

ولا أشجارٌ للدّيكورِ

تُعاكسُ قلبًا للظلِّ الحالِمِ

مع نَهاوندِ الرّيحْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x