أسئلة الضوء

 


1-    الفراغ

 

 

ينضوي تحت ريقي

مساءً

رفيقي

ويُفرِجُ عن لعبةٍ في الحديقةِ

يقرأُ بعضَ الذي يُذهِبُ الجِنَّ مِنْ رأسهِ

ثمَّ يحملُ كأسَ الحياةِ الغريبةِ

حتى إذا خرَّ مِنْ رؤيةٍ في المنافي

أتى حدْسَهُ

واستدلَّ على الزاويةْ

وقضى أنْ يعيش الفتى

لا يُصدِّقُ أنَّ الفراغَ دليلُ يديهِ

إلى الهاويةْ

 

 

 

2-    خابية البيت

 

 

 

شَهِدَ الحبُّ على ضعفي

فجفلْتُ

ولَمْ تَشْهدْ قيثارةُ بنتِ الجيرانْ

 

الطَّائرُ حَطَّ على قَلْبِ الرّيحِ

وغرَّدَ، واسْترعى القَشَّ

ونامَ على الجدرانْ

 

تَصْطَكُّ على وَجَعٍ خابيةُ البيتِ

فقلتُ: إذًا، أستدعي النّافذةَ اليمنى

وأنامُ على قَلَقٍ

وأنا حَيرانْ

فَتَنَهَّدَ وَرْدُ السَّاحةِ

قلتُ: أرشُّ الماءَ على الماشي

وأنا عَطشانْ

وهُناكَ على نافذةٍ أخرى

قَرَأَتْ سِيرتَها امرأةُ الوردِ

فقلتُ لها:

إنَّ الإنسانَ الحائرَ أوَّلُ ضعفٍ في القَوْسِ

وآخرُ قَوْسٍ بعد الحربِ

يَجِيءُ مِنَ الفِكْرَةِ والطُّوفانْ

فَتَنَبَّهَ عطرُ الشِّعرِ إلى لُغتي

وتنازَلَ عَنْ إيقاعٍ

جَرَّدَهُ البرقُ مِنَ الشَّكْلِ

وَزَوَّجَهُ لنساءِ الجانْ

 

الأنثى

بعدَ القَصْفِ الرابعِ والخمسينِ

أعادَتْ نِصْفَ أيائِلها لي

وأعادَتْ ما كنتُ نَسَخْتُ

مِنَ النّسيانْ

كُنَّا في الصفِّ السادس

نمشي خلفَ المريولِ الأخضرِ

في الساحاتِ

ونمشي بعد الدرس السادسِ

نَبْحَثُ

          عَنْ

                  أغنية

                         الجانْ

 

 

 

3-   عُرف الديك

 

 

 

الليْلُ طَريقٌ عَبَّدَها الصَّقْرُ

لكي تمشي الأنثى بهدوءْ

والحائِطُ خلفَ البيتِ حديثٌ مَمْسُوسٌ

وخَطايا تَسْتَلْهِمُ أَرضَ السُّوءْ!

 

شَيءٌ ما يحدثُ

لا وَصْفَ لَهُ

ويُسمّى في عُرْفِ الدّيكِ صياحًا

وَيُداهِمُ أسئلةَ الضوءْ! 

 

مَنْ يَحْمِلُ في أحداقِ الفجرِ غُيومًا

وسَماءً مِنْ قَلَقٍ، وَيَبُوءْ؟

 

 

 

4-   لوحة

 

 

 

وعلى سَطْحِ اللوحةِ

ثمّةَ لونٌ مَقْلُوبْ

رَهَنَ الرَّسامُ البَحرَ بذَيلِ الموجِ

وعادَ إلى جسرٍ مَعْطُوبْ

كَوَّمَ أنفاسَ الريحِ

على حَجَرٍ مِنْ ياقوتِ الأعماقِ

وقال: أنا وَلَدٌ مَحْبُوبْ

فانتشرَ الخَطُّ على ثُلُثَيِّ اللوحةِ

صار الخطُّ مَساحةَ فِكْرَةْ

عادَ إلى عُمْقِ اللوحةِ

مالَ اللونُ كثيرًا

نحوَ يَدَيْنِ مُعَلَّقتينِ على إبْرَةْ

وهناكَ على شرفاتِ الأشواقِ

تداعى الموجُ إلى لوحٍ مثقوبْ

وتداعتْ في الليل سَحابةُ حَرْفينِ

يقولانِ بأنَّ اللونَ هُوَ الرائي

والرائي

مصلوبٌ

 مصلوبْ

 


 

5-   مفارقة

 

 

 

هل يبكي الشَّاعرُ يومًا وَيُراهنُ

أنَّ البحرَ يسيرُ وحيدًا؟

-         يبكي

                وَيُراهنُ

فالشَّاعرَ يُبْصِرُ أشياءً أخرى

هل يفرحُ يومًا؟

-         يفرحُ

فالشَّاعرُ قافيةٌ تَخْرُمُ إيقاع السُّندسِ

                             في

                                  الليلِ

وقافيةٌ

تكسرُ أصفاد المجرى

 

 

 

6-   سهمان من أُلفة

 

 

 

لَهُ منزلٌ في أعالي الخيالِ

ومُتَّكَأٌ جاهزٌ للفَرحْ

لَهُ ما لِكَفَّيْهِ خَطَّآن مِنْ سُنْدُسٍ

وقليلٌ مِنَ الأرجوانِ

وقَوْسُ قُزحْ

لَهُ عند مُنتصفِ الليلِ شوقٌ

إلى كوكبٍ غارقٍ في رذاذِ القَدَحْ

لَهُ ما لِعَيْنيهِ سَهمانِ مِنْ أُلْفَةٍ

فَرْعُها ثابتٌ في الحياةِ

وَأَصْلُ الجَمالِ

إذا ما تعرَّضَ لي

في الخيالِ جَرَحْ

 

 

 

 7- مقاربات

 

 

 

قَمَرٌ على الشُّرْفَةْ

انشطارٌ في المرايا

وانزلاقُ الريحِ عنْ سَقفِ البيوتْ

قَمَرٌ مِنَ الصُّدْفَةْ

انعطافٌ في العطايا

وافتراقُ الموجِ عن بحرٍ منَ الياقوتْ

قَمَرٌ على الضِّفَّةْ

انكسارٌ في الزوايا

واختلاجُ العُمْرِ في التابوتْ

هوَ موجُكَ

العالي

على الجبروتْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x