حبل ريح

 

 

في الهَزِيعِ الأخيرِ مِنَ الموتِ

قال الغلامُ: أرى لغةً بينَ جاري

وبينَ الحمام الذي ينتمي خلسة

للسُّطوحْ

قال آخِرُ مَنْ وَزَّعَتْهُ الحروبُ     

أَقِمْ بأسَكَ الآنَ

لا تكترثْ يا بُنيَّ بِمَنْ راحَ

أو سوفَ يأوي إلى موتهِ

ويروحْ

فانتحى جانبًا خلف صَبْرٍ جَمُوحْ

قال: خلفي تنامُ على صبرها

طِفلةٌ

وأمامَ الرُّعاةِ

صديقي الذي ماتَ في لحظةٍ

وهو ينْشى بكأسٍ صَبُوحْ

قال طِفلٌ ضَريرٌ

-أرى أَنَّهُ آخِر الْمُنْقِذينَ لَهُ مِنْ سُؤالٍ لَحُوحْ-:    

هُوَ الآنَ في عالَمٍ سائحٍ بَيْنَ بَينْ

جميلَ اللسانِ

طليقَ اليدينْ

فانصتوا لحظةً، كي يبوحْ؟

 

قال الغلامُ الذي أنزلَ العشقَ مِنْ غيمةٍ 

نحو ظلِّ الكتابةِ: ها إنني

ذاهبٌ للفتاة التي أَرْسَلَتْها إلى الغَيْبِ

كلُّ الجروحْ

فانصتوا، ها هيَ تمشي إليَّ، فأمشي

وتسأَلُني أنْ أُوَدِّعَكم بخيالٍ جموحْ

ولكنني يا رفاقي

سأحملُ روحي على ريشِ هذا الحَمام

ليمشي إلى قمحنا فوق فجر السطوحْ

أو يعود إلى البيتِ

حتى إذا اجْتَمَعَ الماءُ معْ نَبْعِهِ

أنْ يفيضَ على خَلَجاتِ الغيومِ

وأنْ يكتفي بالغَزَلْ

وأنْ يَجْمَعَ الذكرياتِ

على

حَبْلِ

ريحْ

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x