عُدنا إلى الحي

 


عُدْنا إلى الحيِّ لـم نخلـع لـهُ سببـا

عُدْنا بكأسِ النـدى

فاجتازنـا، وأبـى

إذْ أُبرِمـتْ لغـةٌ كانـتْ علـى يـدِه

مثل النسيجِ، فضاعتْ في الغِوى أدَبَـا

 

عُدْنا إلى الحيِّ نحو اثنين

فارتبكـتْ أشجانهُ الرّيحُ

لم يلمـس لهـا نَصَبـا

فقلتُ للحيِّهل كـان الرصيـفُ لنـا

يرعى العبورَ

وكمْ مِنْ خطوتي انتصَبا

فقالَ: وَهْـمُ السّحـابِ الليـلُ دثّـرَهُ

وخلَّفَ الدمعَ تحـت العيـنِ  

مُنسكبـا

 

شاءتْ قيودُ دمـي شوقـًا

فأودعهـا هذا الجمالَ

فصارَ الشّوقُ لـي نَسَبـا

شـاءتْ فأفردهـا صبـرٌ

وأرَّقـهـا مَنْ كان يركضُ فـي خاناتهـا  

خَبَبـا

 

عُدْنا 

وكـان لنا سقـفٌ، وأذكـرُهُ

هل غادر البيتَ مـذ كومتُـهُ حَطَبـا؟

عُدْنا 

وعـادَ شتـاتٌ فـي قيامتـهِ

رملُ الخيـامِ علـى أوجاعـهِ، وَكَبـا

 

بابٌ على ركنِ هذا البيتِ

كـان بـهِ شيءٌ من الخوفِ

فاجتاز الخطى ضَبَبا

حتى إذا راقَ للأرضِ انمحـى عجبـَا

بابُ الحكايةِ

أو صاغ الهوى ذَهَبـا

فقلتُ للموتِلا ترقـمْ غيـوم يدي

فقد توالى الهـوى فـي جبّتـي أدَبَـا

فمـال نحـو شراعٍ

كـان ملتحفـًا قلبي

وغنّى لشعبي جئتُـكمْ سَرَبـا

 

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x