شقاوة عمرين

 


غَفْلَةً

هل أتى غَفْلَةً

أم هيَ فكرةٌ للحديثِ

عَنِ الياسَمين؟

 

كلُّ شيءٍ بدا واضحًا

في صَباح الندى

كلُّ شيء بَدَا عالِقًا في ثيابِ الأنا

غيرَ أنَّي طَفَحْتُ بمائدةِ الريح ليلًا

وأذكارها في الشِّتاء الحزينْ

 

وَتَتَبَّعْتُ آثارَهُ في المفاتيحِ

في أُكْرَةِ البابِ

في هَزَّة الليلِ فوقَ السَّريرِ

وفي خَاتَمِ الفَجْرِ

في قَبْضَةِ الضُّوءِ بعدَ الضُّحى

واختزال الكلامِ عَنِ اللاجئينْ

 

غَفْلَةً يا صدى الطَّيبينْ

جاءَ مِنْ حُجْرَةِ الصوتِ

قامَ إلى صُورةٍ في الحياةِ

وما شاءَ غيرَ انتظاري

إلى أنْ أُقَلِّبَ أنفاسَها في حديثي

تُرى غَطَّ في نومهِ قلبُها

أمْ تراهُ يُمازحُني؟

لا مزاحَ أتى مُضْمِرًا غيمَهُ فجأةً

واختفى فجأةً

كي أبلَّ مِنَ الريقِ هذا الحنينْ

 

سلامٌ على فَرْوَةِ الرأسِ

رغْمَ الحروبِ

غَدَتْ شُعلةً للبكاءِ الدَّفينْ

على صَوتِ نفْسي لليلى: تعالي

فقدْ غَصَّ هذا النهارُ بأحزانِهِ

وانْظري عَبَثَ الموتِ بالياسمينْ

فجاءتْ، وأَشْعَلَتِ البيتَ حزنًا

وصَبَّتْ على عينِها الدَّمعَ

مَعْ أوَّلِ العائدينْ

 

اتْركُوها

هيَ الآنَ تحلُمُ

لا ليسَ نومًا

ولا بابَ يُفضي إليها

سِوى أنَّها الآنَ تحلُمُ

أُقْسِمُ أنَّ الرَّفيقةَ تحلُمُ

والحُلْمُ ما زالَ بعد انْصِهارِ الدقائقِ حَيًّا

فأَهِيلوا عليهِ الترابَ، ليشْقى

شقاوةَ عُمْرَينِ

ضَجَّا صَباحًا

وضَجَّا

لأعرفَ أنَّ الحياةَ

سَتَسْحَبُني باتجاهِ الترابِ

وأنشرَ أخرَ قَطرةِ ريحٍ

على مَهَلٍ

ثُمَّ أركنُ نَفْسي 

               وأَعْمُرُها

                          باليقينْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x