الحبيبات ينسجن ورد الحديقة

 


الحبيباتُ ينسجن ورد الحديقةِ

في آخر الحيِّ

حتّى إذا عاد أوّلُ أحلامِهنَّ إلى البيتِ

جئنَ يُهدهدنهُ: يا أنانا

وهلْ عادَ نوحٌ

وطوفانُهُ بعدُ لَمْ يختبرْ نارَ تنورهِ في القِدَمْ؟!

الحبيباتُ اللواتي يُهلهِلنَ طوق النجاةِ مِنَ الذئبِ

في آخرِ الشِّعْبِ، عاد الفدائي

فألقمنهُ حاجةً في القَدَمْ!

الحبباتُ الحزيناتُ

كُنّ افتقدنَ على الدربِ أزواجَهُنَّ

فدمدمنَ، هل عاد إبني، فأيقظها صوتُهُ

حين عاد جريحًا

وينزفُ دَمْ!  

كلُّ شيءٍ يُتِمُّ على الأرض نقصانَهُ

يلتئمْ!

 

البداياتُ كانت، إذًا، حاجةَ النّاسِ

للانكفاء قليلًا

على أملٍ باللحاق بأيام هذا المخيّمِ

يمضون نحو مناجِمِ هذا التراب الجديدِ

فيغتسلون بماء المرايا

ويتَّجهونَ بشال القصيدةِ

كانت إذا قفز الناسُ عن جملةٍ في القرارِ

أضاءتْ لهمْ زورق البحر غربًا

وغنّوا لثورتهم في الأعالي

شهيدًا، شهيدًا

ويتّصلون بقمح السنابلِ

تفتح غيم السماواتِ للحبّ

والقهوة الركضِ نحو الظبيّاتِ

يجزعنَ مِنْ قطةٍ هاربةْ!

البداياتُ كانت، إذًا، صحوةً

في المدى ضاربةْ!

في البدايةِ كان الوصولُ إلى نقطةٍ غاضبةْ

أنْ تعيشَ الحساسينُ

حين تطيرُ بأجنحةٍ في السماواتِ

في الحبّ كانوا غيارى

وفي العشق صاروا سكارى

وفي الموتِ كانوا إذا ما طغى

حالكٌ في القصيدةِ يمضونَ

نحو اعتلالِ المعاني

وينزرعون أمام الخِيَمْ!

كلُّ شيء يُتِمُّ على الأرض نقصانَهُ

يلتئمْ!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x