نلوذ بأجمل ما في الديار

 


 

-1-

نلوذُ بأجمل ما في الديارِ مِنَ البرتقالِ

ونسعى إلى بلبلٍ نابضٍ

فوق جسرِ البحيرةِ

حتى إذا جاء شوقُ الشجيرةِ

مِلْنا إلى باحة الحلْمِ

كان أبي يستظلُّ بأشجارهِ في الصباحِ

ونحن نمارسُ أفراحَنا

بالمجيء إلى ظلّهِ

وكان إذا ما اتصلنا بأشيائهِ

لا يرانا

نظنُّ يرانا

ولكنّهُ مثقلٌ بالهمومِ

إذا ما ابتعدنا يرانا

ونحن الذين تعبنا كثيرًا

يقوم، ويسعى إلينا

نلوذُ بأجمل ما في الديار مِنَ البرتقالِ

فيفرحُ، هل قلتُ يفرحُ

كان أبي لا يفارقُ غصن الحياةِ

ليمنحنا ما نريدُ

ونحن نريدُ البدايات

تلك التي أثقلتْ روحهُ

بالحنينِ إلى نسلهِ

إذ تزوّجَ قبل اشتعال الحصى في الينابيعِ

ثُمَّ استوى مع رهان الوصولِ إلى عائلةْ

ولَمْ تكُ بعدُ الحياةُ تُشَكّلُ صورتَهُ

وهو يمضي إلى زمنٍ طاعنٍ بالهمومِ

فقد كان سِفْرُ البلادِ يؤولُ إلى جهةٍ مائلةْ

هنالك حيث افتراق المقام

عن الماعز الجبليّ

رأى في المنامِ

سنابلَ تقفو الذي في يديهِ

إناثًا يزحزحنَ ثِقْلَ الرؤى ذات ليلٍ

ويهرَمْنَ قبل نشافِ الغسيل على السطح

قال: إذًا، لا مناص مِنَ الدفء فوق السريرِ

سنابل تغسلُ صحنَ البيوتِ

ويبدأنَ بالأغنياتِ صباحًا

هنا يا حبيبي

العبارةُ أكثر منجى مِنَ الظلّ

أكثر لؤمًا إذا ما تعدّلَ وجهُ الحديقةِ

أكثر بؤسًا إذا صافحتها الشجونُ

على كلّ سيْلٍ عَرِمْ!!

-2-

وجاء أخي في الضحى

لا يرى غير جرحٍ تناسلَ مِنْ برتقال البلادِ

أتى ناحل الجسمِ

قلتُ، الضحى، والحليبُ قليلٌ

إذا ما تعلل هذا الفؤادُ بأحزانهِ

لا يرى غير سربٍ مِنَ الطائراتِ

ترى شجرًا واقفًا

فتميلُ

لتلقي عليهِ اصفرارَ الوقوفِ

هنا في الطريقِ إلى ما تبقى مِنَ الأمنياتِ

وفي يدهِ قطعةٌ

مِنْ شظايا الطفولةِ

ثقبٌ يسيلُ دمًا مِنْ حليب الأمومةِ            

جاء أخي للغبارِ

إلى ما وراء البحارِ

وظلّ أبي يهتدي للطريقِ

إذا ما سَلِمْ!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x