كذلك جئنا إلى خيمةٍ

 

-1-

كذلك جئنا إلى خيمةٍ في السهولِ

الكثيبُ احتفى بالحفاةِ

وجئنا إلى غرّةٍ في الضحى

مثقلينَ بما هوَ أثقلُ مِنْ صخرةٍ

واتحدنا على شبرِ ماءٍ مِنَ الأرض

جُزنا امتحانَ القبولِ

ولكنْ رأى جَدُّنا عثرةً في المرايا                     

هنا بين قوسينِ

أدرَكَ أنّ الخطى ثورةٌ للوصولِ

إلى عينِ ماء القبيلةِ

حتى إذا سَوْسَنَ الفجرُ أيامَهُ في الخيامِ

اعتلى شجرًا في الأعالي

وأخفى مفاتيحهُ

واكتفى مثل نورٍ ضئيلٍ أتى كوّةً في الجدارِ

وأوْسَعَ لي صدرَهُ

في مرايا الخِيَمْ!!

كلُّ شيءٍ هنا قابلٌ للقَسَمْ

الطفولةُ تسعى إلى صورةٍ في الخيالِ

الرجولةُ تذهبُ في ليلها

نحو ضوء النهارِ

وأمّا النساءُ فأيقونةٌ لِلهِمَمْ!

-2-

ولَمْ يفترشْ قلبُ هذي الغزالةِ

يومًا حدادًا

فقد ظلَّ فيهِ سُراةٌ يُضيئونَ ليلَ العبورِ

إلى ذكرياتِ الترابِ

وينتظرونَ السُّراةَ الذين تجهَّزَ فيهم

دمٌ ناطقٌ بالغزلْ

فانطوى الغيمُ رُعبًا على نفْسهِ

حين خلَّ بأشراطهِ قوسُ هذي المِلَلْ

واكتفى بالرذاذِ

السكونِ الذي لم يرَ الصبرَ فيهِ هنا ماردٌ

وانبعاثًا مِنَ الحقلِ

كان اليباسُ يطاردنا بالجفافِ

على تلّةٍ زاغ فيها أخٌ عن أخيهِ

وصار يطاردهُ

والطريدُ على نفْسهِ لَمْ تُجِرْهُ الجيوشُ

ولكنّها غادرتْ نفْسها باتجاهِ الحفاظِ

على ذكرياتِ الحروبِ

وأسماؤها

نكسةٌ

نكبةٌ

فانتظرنا

ولكنْ تداعى علينا مِنَ الضَّعفِ

سُوقُ الغنمْ!

-3-

وعدنا إلى خيمةِ العَزْمِ

حتى نرتّبَ سُلَّمَ هذي البداياتِ

لحظة رجْع الصدى

في قوارير بيضٍ

كأنّ مداها الرهان الذي لا خفوتَ لهُ

في سماء اللجوءِ

احترفنا الصعود إلى جبلٍ شامخٍ

وانتشرنا على صخرةٍ حطّها السيْلُ

في آخر الحيِّ

لم نختلفْ

رغمَ أنَّ اختلافَ الطريقةِ بادٍ على سروةِ الأرضِ

كنّا معًا نستوي في المنامِ

وفي شدِّ أوتار خيمتنا

عند باب الكهوفِ

وكنّا نرتِّبُ شكلَ القصيدةِ

كي لا تمرّ الأفاعي

فلا حِجْرَ يبقى لها

حين نأوي إلى سيرةِ النور

كانت تخافُ إذا ما اقترفنا السبيلَ

إلى آخر الحيِّ

تنأى

ولكنّ طبْعَ القُرى سلّةٌ للمخاض

ونحن على كلّ حدْسٍ

نمرِّرُ هذا النّغمْ!

فنمْ أيّها الخوفُ فينا

فقد صاغ أشجارنا حارسُ الأرضِ

حتّى إذا ما استوى النايُ

مع خيمةٍ للضحى

أيقنتْ مثلَنا

أننا لن نبيعَ مِنَ الأرض شبرًا

ولو وضعوا في اليمينِ زكاة الطهارةِ

أو عدّلوا بعضَ أوصافنا في السجونِ

ونَمْ أيها الخوفُ

وانظرْ إلى روحِ هذا السبيلِ

فميعادُنا ثورةٌ فوق جسر الحقائقِ

أو خلوةٌ للعبورِ على كلِّ يَمْ!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x