أجهضتْ حِملها الطائرات


-1-

أجهضتْ حِمْلَها الطائراتُ

هنا

فاستقاموا

وفي الدربِ أمٌّ على رأسها جرّتانِ

وماكينةٌ للخياطةِ في كفِّها

وانتظارُ غزالاتِ رؤيا

والحديقةُ كانت لنا مرتعًا للطفولةِ

كنّا إذا هجعَ الليلُ نأوي إلى ثمرٍ

ناضجٍ في البيوتِ التي مسّها

برقُ هذا الخرابِ الذي أحدثتْهُ الأباتشي

وكنّا نمارسُ فعلَ النهوض بأحجارها

كي نعيدَ الحياة لها

وكانوا إذا أجهضتْ حِملَها الطائراتُ

استقاموا

ولَمْ ينظروا

لو تباكى علينا هنالكَ وجهٌ الإذاعةِ

في عينِ باب الخؤولةِ

أو عينِ عَمْ!

-2-

كذلك نأوي إلى ضفتينِ

مِنَ الغربِ نهرُ السريرةِ

جدّي تمسَّكَ بالضوءِ

ضوءُ البناياتِ كان نقيًّا

فأوغلَ فيه دمٌ ناطقٌ

لا غرابةَ وحدي تمكّنتُ مِنْ صدِّ قطعانهمْ

والجيوشُ التي أدركتْ نفْسَها

في خضمِّ الحروبِ

رأتْني على ساحلِ الموتِ وحدي

فأثقلها مَنْ توضأ تحتَ رفيف العلمْ

كذلك شرقُ السريرةِ

كان يُضعضعُ لونَ الخيامِ

وينهرُ أيقونةً مِنْ سؤال النهوضِ

ولَمّا اقتبسنا مِنَ الأرض نبع الدموعِ

وعُدنا بآخرِ أشجارنا

في الطريقِ إلى ضفةِ اللاجئينَ

انتهى موطنٌ كان يسألُ عن أهلهِ

ولَمّا اعتذرنا عن الحلْمِ

في ساحةِ الانتظارِ

وفي شرفةٍ لا تراعي الذِّممْ

صار كلُّ الذي في الوجودِ عدمْ

-3-

وتبقى على علّة الأمرِ

أغنيةٌ لا تحيدُ عن القوسِ

تبقى على كلِّ حالٍ معلّقةً مع أنين الوترْ

وتبقى كذلكَ معْ طيِّ رؤيا الحدودِ إذا أُغلِقتْ

بعد أن نستريح على الجسرِ

والطائراتُ تُحلّقُ

أو تحرسُ اللاجئينَ

كذلك، حتّى إذا ما وصلنا

إلى ضفةٍ النهرِ، عادتْ،

فأشكلها أننا نعبرُ النهرَ جسمًا

لنحرسَ أرواحنا

والعيونُ لها

حِدّةٌ

بالنظرْ!

كذلكَ نزرعُ في المزهريّاتِ

وردَ الشهيدِ الذي أطلقَ الخيلَ

ثُمَّ غدا ظافرًا بالحنينِ

إلى سدرةٍ، ظافرًا بالشجرْ

والجهات التي قد ندوسُ عليها

ونحن نفارقُ أحلامنا

تنهضُ الآنَ مِنْ غفوةٍ في خريفٍ عقيمٍ

يقولونَ سوف تعودونَ بعد قليلٍ

وتختلقون المرايا

فنبدأُ عدَّ الأصابعِ

لا تتعدّى يدينِ معلّلتينِ

بقصِّ الأظافرِ

أو بالذي جَنَّبَ النّومَ عينَ الفتى

وهوَ يمضي إلى نفْسهِ جامحًا بالنهوضِ

احفظوا صبرَكمْ،

فالليالي قصارٌ

إذا ما نظرنا إلى موطئ النهرِ

هذا الذي صار لي

موطئًا للظهورِ على صورةٍ

في

أجندةِ

هذا الوَهَمْ!

  

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x