في الليل بعد تقلّب الحيوات

في الليل

ينقصُ عن طريقي

عالَمٌ شيَّدتُهُ بيدي

ويجيءُ يفتلُ خطوةً لذراعي

في الليلِ

لا أثرٌ لسروالي الذي جنَّبتُهُ

مطرَ الغيوم

على الطريقةِ ذاتها يومًا

ولا أثرٌ لراعي

في الليلِ لا حِجْرٌ

إذا ما أُغلقتْ رؤيا ببرد الريح

أو جَنَحَتْ على سَبَخ البقاعِ

في الليل

ثمة وازعٌ أمشي إليهِ

وأنتهي لشجيرةٍ

رَفَعَتْ غصونَ الانتظارِ

على يراعي

في الليل

لا حرٌّ

ولا بردُ ضحى

وكذلك انتظرتْ على خِرَقِ الحديثِ

أفاعي

في الليلِ

عاندني الهواءُ

فقلتُ: أدفعُ بالفراغِ

وأنطوي تحت اختلاطِ الوردِ بالأشواكِ

أقصرُ عن طريق الخوفِ

أرفع حاجتي لمرورِ نجمٍ

ليس يشبهني تمامًا

غير أنّي قد أميلُ إلى المرايا

ثمّ أسألُها عن الشبهِ القريبِ

لأعبر المجرى

هنا مرَّ الغريبُ

وكان في الجهةِ التي تُعنى

بذئبِ الريحِ

امرأةٌ غوتْ عشرينَ سربًا

مِنْ طيور الحقلِ

فانفلتتْ فصولٌ عن تراكضها

على نهر الوداعِ

في الليلِ

لا شَبَهٌ هنا

ولا قُطنُ الرحيلِ يخطُّ مِنْ آثارها شيئًا

كأنَّ مرورَها برقٌ

وأنَّ حضورها نَزَقُ الحياةِ

على المراعي

بينا أنا أستلهمُ التاريخَ

والناس الذين تعمَّدوا بخلوهم

مِنْ حصَّةِ التكوينِ

قلتُ أبلُّ ريقي

ثمّ أنظرُ للسماءِ

أعدُّ فيها

ما أشاءُ مِنَ الكواكبِ

والغصونِ العالقاتِ على الطريقِ

وما يلاقيني مِنَ الأصواتِ

صوت الطائراتِ على الحقيقةِ

واختفاء الغول في بطنِ الظلامِ

وطفرةً أنسى عواءَ الذئبِ

وهو يهزُّ رأس الريح

بعد خروجهِ عن سربهِ

وأسيرُ حيثُ الضوء محتاجًا إلى المعنى

أراقبهُ

وأنجزُ حصَّتي في المشي

أو أبري اتّساعي

في الليلِ

حيثُ تراسلُ الأضواء يا ليلى

أمرُّ على البنفسج

كي أمارسَ فيهِ بعضَ تحرُّزي

منْ وعكةِ العَرَقِ الذي لا شأنَ لي فيهِ

سوى أنّي أعالجُ ثوبَكِ المُلْقى

على كتفي

بنبض القلبِ

هذا الأرجوانِ المكفهرِّ على ضياعي

في آخر الليلِ الغريبِ

تركتُ إسفلتَ الرجوع

فقلتُ أمشي حيث يُظهرُني دمي

في الفجرِ عند تصادمِ الأحلامِ

قلتُ أرى سقوفًا للسماءِ

ولي أنا فيها سطوعٌ خاضعٌ لذراعي

لكنني مثل الحقيقةِ قد فقدتُ حيالَها 

لوني

وميزانَ ارتفاعي

فأجزْتُها

وخفضتُ صوتي

قال لي وترٌ حزينٌ في جيوب العابرينَ:    

تفطَّرَ المنفى

على موجٍ قريبٍ في الشراعِ

حين بعثرني ذهولُ البحرِ في كفّي

وأسقطني قناعي

في الليلِ

بعد تقلُّبِ الحيواتِ

جُزتُ الليلَ

لكنّي حذفتُ العالقينَ برأسهِ

درءًا لكلِّ وشايةٍ في الجبِّ

تنسخُ حيرتي

وأعدتُ قمصانَ الرؤى

لَمّا وجدتُ على الطريقِ

صواعي

 

  

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x