سنكسبُ يومًا على الأرض

 


-1-

سَنَكْسِبُ يومًا على الأرضِ

مِنْ حربنا جولتينِ

ونخسرُ تفاحةً حين نأوي إلى ظلّنا

وأيضًا سَنَكْسِبُ غمّازتينِ لآخر لوحاتنا

حين ندنو مِنَ اللونِ

أو نستجيرُ بأعمالنا في بلاطِ الخدمْ

كذلك نَكْسبُ ما أودعتْهُ

بِرَحْمِ المرايا

خيولُ الأمانةِ

حين انتخى آدمٌ في الحياةِ

بوحلِ العدمْ

-2-

هيَ الحربُ تفعلُ بالآمنين ندوبًا

تُقشِّرُ روحَ الصبايا

إذا ما انتظرنَ الورودَ على شرفةِ الأمنياتِ

يعودُ الحبيبُ، إذنْ

لا غبارَ سيكشفُ أحزاننا

حين نأوي إلينا، وحيدَيْنَ

إلا مِنَ الانتظار الذي خاطهُ الجرحُ وردًا

وعلّقَ أحلامَهُ في ممرِّ الصورْ

 

هيَ الحربُ ريحُ الزمانِ

وتفعلُ فينا الذي أوقعَ الشكَّ

في حجرةِ العنكبوتْ

وفي الحربِ أسماؤنا لا تموتُ

هيَ الحربُ تأتي

على قَدَرٍ ضالعٍ بالتوجُّسِ مِنْ كلّ شيءٍ

وتأتي إلى أهلِها العابرينَ مسالكَها

والطقوس إلى نشرِ هذي المفاتيحِ التي

اتخذتْ مِنْ رقابِ العبادِ منازلَ عرجونها

إذ يُصلّونَ ليلًا خشوعًا أمام الديار

ولا ينهضُ الغدرُ مِنْ عمرها

باتجاه الشواطئِ

كانت تمارسُ فعلَ النهوضِ

وفعلَ الحفاظِ على أثَرٍ في الطريقِ

وفعلَ اجتراح المفاتيحِ مِنْ أُكْرةِ البابِ

فعلَ الجنوحِ إلى ما ليس يفنى

ويندى على كلِّ بيتٍ هَرِمْ

-3-

على الشّوكِ سارا فرادى

ويختلقانِ مِنَ الشكّ عذرًا

لقرع الطبولِ

وفوقَ جناح الغيومِ صدى طائراتِ الأباتشي

وفوضى تجوب السهولَ،

الجبالَ

وتمحو عن القاعِ شكلَ الدُّخانِ

لها ما لنا مِنْ رهانٍ

وكانا إذا نام ضوءُ الدخانِ

يمرّانِ نحو التجذُّرِ في الأرضِ، كانا

ولكنّ بنتَ الحكايةِ

كانت تسلسلُ أيامَها

في نزوعِ الألمْ

وكانا إذا اشتعلَ الصمتُ

ينحدرانِ إلى توتةٍ في الطريق

ويختصرانِ الغزلْ

عَيين كانا

إذا ركضتْ طلقةُ الانشطارِ

أمامهما

غرّدا:

يا أبَ العائدينَ أعِنّا

ففي البيتِ قلبٌ تركناهُ ملءَ الدّيارِ

وملءَ الخطى

للسرير الذي ما انفصلْ

أعِنّا على سرْدِ أحلامِنا

كيف جفّتْ ينابيعُها

يا أبانا

وكيف انتظرنا على البابِ

جيشَ الأملْ؟!

ولكنّ توتَ الطريقِ تعرّى

فأفلَتنا للعراءِ طليقينِ

إلا من الخوفِ يقوى على طيّ أسبابنا

إذ وَعَيْنا الحقيقةَ في عَينها

يا أبانا: لماذا، إذًا، ننزوي

في أعالي الندمْ؟!

 


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x