يا لهذي الوحشة



1- ولَمْ أستصلح الفوضى:



يا لهذي الوَحْشةِ الأولى
وأنتَ تُطَرِّزُ الموتَ الأخيرَ لغابةٍ خضراءَ
لا تأتي إلينا

ثََمَّ شيءٌ
مِنْ ضَميرٍ سَاحِلٍ
في القاعْ

يا لهذي الغُربةِ الحَمْقى
وأنتَ تَدوسُ أغصانَ الحياةِ
وتنتهي صِفراً وحيداً
بينَ أفخاخٍ على سَهْلٍ الرّعاعْ
جَسَدي على نَهرينِ في المعنى
فلا يُلهيكَ صَدرٌ واضحٌ
لَحْمٌ شَهيٌّ
نِصْفُ إيقاعٍ على مَجْدِ الذّراعْ

المُوجِباتُ على الطَّريقِ دوائرٌ  سُفليَّةٌ
أخشى عليكَ مِنَ الضَّياعْ

لَمْ تَكْنُسِ الأحداثُ شيئاً مِنْ غُبار الحَرْبِ
فانْقَلَبَ الحصانُ على رَصيف الذّكرياتِ
مَلَكْتُ أيامي بغايتِها
ولَمْ أَسْتَصْلِحِ الفوضى التي تَذوي على نَفْسي
ولَمْ أبطش بها
وَدَخَلْتُ عائلةً مِنَ الأشْباحِ في هذا
أنا البَشَرِيُّ فانْتَسِبوا إليَّ
لكي أَجِيءَ مِنَ البَنَفْسَجِ في الغُيومِ
ولنْ أَضيعَ
فلي تماثُلُ رَقْصَتينِ على صِراطٍ في النِّزاعْ

ما زالَ في صَدري دُخانٌ الأرجوانِ
وَمَوْئِلُ الغُزلانِ
ميقاتُ الخروجِ إلى نوازعِ ثَعْلَبٍ
يعدو إلى وَتَرِ الحقيقةِ
أفضلُ الأَعْراضِ أنْ تبقى على مَهَلٍ
تقومُ محَلَّ روحِكَ
أو تَحُطَّ مَحَطَّ نفْسِكَ
أو مدارَ الماءِ في بِئْرِ انتسابِكَ
أنْ تَقُصَّ على  بِساطِ الأرضِ
بعضاً مِنْ نوايا أُنْجِزَتْ يوماً
لِيَحْضُرَ رِمْشُها مَعْ مُوْجِباتِ الريحِ
بعدَ خلودِها، لِتَعُودَ في أرضِ المساءِ المُرِّ
أطباعُ الضِّباعْ
وَسَتَخْلُدُ الدُّنيا
على هذي البِقاعْ


2- شجرٌ طافحٌ بالصّراع:




  سَببٌ واحدٌ ليسَ يكفي
لكي تَنْتَدِبَ الريحُ أضْلاعَنا
ثُمَّ تأوي إلى شَجَرٍ طافحٍ بالصّراعْ

سببٌ واحدٌ
ليس ينأى بعيداً عَنِ الشَّاطئ الما وراءَ
وعَنْ غايةٍ في الشِّراعْ

لهذا سَتَخْلُدُ هذي البقاع
وتمشي إلى سَرْدِها في الغوايةِ
عَرْضَاً
وطُولا
وتمنحُ حَدْسَ النَّدى مُشْتهاها
وتَقْلِبُ أوتارَها
كلّما زاحَمَتْها الأغاني
وأَنْشَأَ فيها الخريفُ ذُبولا

وتَخْلُدُ حين تُصاهِرُ روحاً مُعتّقةً للحياةِ
وتنجوَ مِنْ طائِرٍ مارِقٍ
لا يرى في المُغْرياتِ حُقولا
وتَخْلُدُ مثلي طويلا

كأنْ لا رهانَ لأنْفاسِها
غيرَ ما يَرْقُبُ الموتُ فينا
ويخلو إلى حَيْرَةٍ  قانِعَةْ
ولا عالقٌ مثلنا
كيفَ جئتَ إلى بَرِّنا
وانْسَحَبْتَ مِنَ الوَحْشَةِ
هل لوَّثتْك المعاني التي أدْرِكَها البَحْرُ
حين انْسَجَمْتَ مَعَ المرأةِ في طَحْنِ
هذا الصَّدَفْ؟

وهل راوَغَتْكَ
كأنْ سِرْتَ خلفَ لُهاثكَ وحْدَكَ
خلفَ أنينِ السَّماءِ
تطلُّ بأجنحةٍ ذاتِ ريشٍ على مَرْهَمٍ
لا جِراحَ لَهُ
غيرَ أنْ تَدْهَنَ الأرضَ بالكستناءِ؟

وهل قلتَ يا صاحبي
نحن اثنانِ
لا ثالثٌ بيننا
غيرُ هذا الهَدَفْ؟!
  

3- دَعْنا نَسيرُ مَعَاً:



سوفَ نَنْجُو مَعاً
أو نموتُ مَعاً
فاخلعِ الآن ضِلْعَ القصيدةِ
ضِلْعَ الشَّبابيكِ
ضِلْعَ الغيومِ التي لا تُراهن أنّا
سَقَطْنا مَعَاً مِنْ هبوب الرّياحِ
ومِنْ سيرةٍ في المَتاعْ

وَدَعْنا نَسيرُ مَعَاً
إلى آخرِ العُمْرِ حتى إذا ما افْتَرَشْنا
غُبارَ المدائنِ
والأصْفَرَ المُبْتلى بالحنينِ
أَجَزْنا لنا حَقَّنا في الحياةِ
الحياةِ الأخيرةِ بعد اتّساعِ المدى
والمرايا التي لَمْ تَعُدْ مَسْكَناً
لانتحالِ البَنَفْسَجِ

دَعْنا نَسيرُ مَعَاً
كي تلاحِقَنا دَورةُ الروحِ
في جَسَدٍ آخَرِ
لَهُ مِنْ صِفاتِ الحُضورِ
حُدوسُ الغيابِ
وحَدْسُ السَّحابِ
على كلِّ بَاعْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x