حيُّ ابن ليلى




سَأُخْرِجُ كَرَّاسَ عُمري الوحيدَ
لأقطعَ شارعَ هذي البناياتِ
أَشْهَد عُرْسَ الجليلةْ

سَأُخْرِجُ رَيحانةَ البيتَ يوماً معي
لِأَنْفي عَنِ الرُّوحِ
ما قدْ يَحُطُّ على نَهْرِ هذي الحياةِ
وأَنْسِف حُلْماً قديماً
لِأْنْبشَ وعْدَ الطُّفولةْ

هُنا كان لي
في نهايةِ حيِّ ابنِ ليلى
مَشاويرَ أولى
لِأَعْراضِ حُبٍّ قَصيرٍ
ومنفى لِرؤيا البَناتِ إذا ما اجْتَمَعْنَ
على
سِكَّةٍ في الحديثِ
الحديثِ عَنِ الأسْمَرِ المُبْتَلى
بالمرايا النَّحيلةْ

سَأُخْرِجُ
مَهْمَا تَكَوَّرَ هذا الزَّمانُ على قَوْسِهِ
صُورةً لانْدفاعي أنا
باتّجاهِ أخي
وابنِ عمي
وصاحبِنا
والغَزالِ الذي لَمْ أشأْ
أنْ أُقَلِّبَ نَفْسي على نَفْسِهِ
في الليالي الطَّويلةْ
سَأُخْرِجُ كَرَّاسَ يومي الثقيلَ هُنا
عند بابِ الروايةِ حتّى أُعَلِّلَ أخطاءَنا
إذْ نَسِيْنا المرايا
على دكَّةِ الشَّارع الفوضويِّ
وعُدْنا إلى بَيْتِا في المساءِ
لكي لا نظلَّ حُماةَ الدِّيارِ العَليلةْ

سَأُخْرِجُ بَيْتَينِ مِنْ عُقدةِ الحلِّ
كُنّا شَباباً نَقيسُ الشَّوارعَ
حتّى إذا ما ارْتَوَيْناَ مِنَ الحُبِّ
نأتي إلى ساحةٍ في الشّمالِ
نغنّي العتابا:
لِأَغْراضِنا في النَّشيدِ الأسيرِ
على بابِهِنَّ
على جُمْلةٍ في كتابِ الأغاني
وفي شَتلةِ الياسَمينِ الذي حَلَّ فيها
بياضُ الأمَلْ
نُغنّي العتابا:
إلى لغةٍ لَمْ تكنْ في القَواميسِ تسعى
ولكنَّها غَيَّرَتْ في المَجازِ حُضورَ الحَجَلْ 
لِأَمْراضِنا عند حيِّ ابنِ ليلى
لكلِّ العَذارى اللواتي أَضَأْنَ المَصابيحَ ليلاً
وحين تَنادينَ عند الضُّحى
لَمْ يُرَشْرِشْنَ خَيْطَ الغَزَلْ
لكلِّ الشَّبابِ الذينَ أُصيبوا بكأْسِ العِلَلْ
ولَمْ يُخلِفوا وَعْدَهمْ
رغمَ نَقْصِ البَلَلْ



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x