لعلّك تنأى




لَعَلَّكَ تنأى
بأمراضِنا في المساءِ
ومثلي ترى رَجُلاً واحداً
في المنامِ
فَتُغْلِقَ بابَ الهدوءِ الذي لا يُراهنُ
أنَّ الدروبَ إليكَ
شَفا سيرةٍ
واقعيَّةْ

لَعَلَّكَ
كالخيلِ تعدو
إلى رَكْوَةٍ في الصَّحارى
وتُشْمِسُ ظِلَّينَ حَطَّا على عَتْبةِ البابِ
بعدَ انكسارِ البَهِيَّةِ في الغَربِ
أو ساقَها للخيانةِ دربٌ مُقفّى

لَعَلَّكَ تُوْفي يديهِ نهاراً جِهاراً
ثمانينَ حَوْلاً
وتأخذ منهُ عُطورَ العذارى
وبعد اتِّساعِ الخُطوبِ
تَمُرُّ على صَدْرِهِ
بالذي لا يقيسُ الحداءَ الأخيرَ على بابِها
أو بِما هوَ خلفَ النَّهارِ المُصفّى

لَعَلَّكَ تُوْفي
بِما هوَ أوْفى
وترشدُ قلبي إلى حِضْنِهِا في المساءِ العَجُولِ
القليلِ الكلامِ
وماسح أرصفةٍ في مدائنها الراعِفةْ
لَعَلَّكَ تسري إلى بابها الخَشَبيِّ
الذي مَرَّ في غابةٍ عاصِفةْ
فانْحَنى
ثُمَّ جاءَ الغلامُ الصَّبورُ على نفْسِهِ
وَقَضى أنْ يَبيتَ على تُرْبَةٍ خاطِفةْ
لَيسلكَ درباً قصيرَ المسالكِ
حتّى إذا لَمْ يَنَمْ بعدُ في شرفةِ البيتِ
قالت لَهُ  في صلاةِ الغيابِ: أنا حاصِلُ
الضَّرْبِ والجَمْعِ والطَّرحِ
أمضي إلى ليلتي باتّجاهِ الحريرِ
وميلادُ عَصْفِكَ زُلْفى

لَعَلَّكَ تُوْفي
بِما هوَ أوْفى
وتنزع قِنديلَ هذي البناياتِ ذات ضُحى
لو رصيفُكَ ماجَ على نَهْرِهِ الكَسْتنائيِّ
ثُمَّ تَحَلَّلَ مِنْ لَغْطِ هذي الكتاباتِ
لو ما تَوَجَّسَ مِنْ رَقْدَةِ الناي
ابنُ الحَضَرْ
لَعَلَّكَ تُوْفي بِما هو أعلى
وما هوَ أَغْنى مِنَ العَزْفِ
حين تَمُرُّ على ضِلْعِها
في ليالي الخَطَرْ

لَعَلَّكَ مثلي تَخُضُّ هِلالينِ
في قَعْرِ فنجانكَ العَربيِّ
وتُوْفي بِما هوَ أَعْشى
إذا غَرَّ طَيرٌ سَماءً وَبَلَّلَ ريقي
على كلِّ سطرٍ هُنا 
لَعَلّي أُنيبُ الوفاءَ إليكَ
لَعَلَّكَ تُوْفي بِما هوَ أعلى
مِنَ السَّالكينَ إلى سيرتي    
هُمُ الآنَ أبناءُ سَهْمي
وأبناءُ هذي الرُّؤى المُخْمَلِيَّةْ!!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x