وأكاد أسحبني من الإيقاع



          -1-
رأيتُ على البابِ ذاتَ جوًى
طفلةً ترسمُ الحبَّ
تعبرُ نفْسي
فقلتُ لها: يا صغيرةُ إنَّ القليلَ مباحُ
فطارتْ إلى أهلها
واليعاسيبُ تنمو على خدّها
والقليلُ المتاحْ
عجبتُ لها كيف تقطفُ حدْسي
وأعجبُ منها إذا مرّةً شاغلتني
تريني خيالَ الندى
ثمَّ تهربُ منّي
وكم ذا تلهّى على ظلّها الأرجوانُ
هل كنتُ أمزحُ
لكنَّ قلبي تداركَ أنَّ الذي كان ما بيننا
ليس يشبهُ لعبَ الطفولةِ
بل هوَ وشيُ العيونِ
لردم الجراحْ!!

          -2-
في الشارعِ تلعبُ بالأحجارِ
وتقفزُ كالأرنبِ
تختلسُ البؤبؤ: وتنادي ماما
في الشارع كلُّ إناث الحارةِ
يكتبنَ رسائلَ عن ولدٍ
يقفزُ من شرفتهِ كالعصفورْ
ويدورْ
في الشارعِ سحبَ الوجدُ عباءتهُ
والطفلةُ ما زالتْ تختلسُ البؤبؤ:
وتنادي ماما
في الشارعِ خَفَرتْهُ بسحر تمائمها
فتظاهرَ بالرّكضِ إلى البخورْ
في الشارع
قفزَ العصفورْ
هَجَرَ الشعرَ
ونام على بحرٍ مسجورْ
والطفلةُ ما زالتْ تقفزُ كالأرنبِ
تختلسُ البؤبؤ
وتنادي: ماما
وقعَ المحظورْ

          -3-
صغيرةٌ
وأكادُ أسحبُني من المعنى
وأمشي باتجاهِ تكاملِ الإيقاعِ
كي تمشي إلى بللٍ أخيرْ

          -4-
بحيلتهِ ينشرُ الكهلُ وجهاً لها
بحيرتها تنشرُ الياسمينْ
بحلّةِ هذي العيونْ
تقولُ الصغيرةُ للكهلِ: هذا جنونْ
فيرمي بعقبِ السجائرِ للأرضِ
يرمي بماء الحياءِ إلى العابرينْ
وبعد انتشار الوباء على جثّة الياسمينْ
ولدٌ مثل أبنائه النائمين
يُداهمُ هذا العرينْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x