تراجم الإنسان


مشاعٌ حرثُ أيامي
وأنتَ الآنَ في باب القصيدةِ
تمنحُ الذكرى ملاذاً للتّذكُّرِ
تبدأُ من مرايا الناسِ
ينقسمونَ تحتَ مفازة الهربِ المُعتَّقِ
في الزمان


مشاعٌ كلُّ أوديةِ القصيدةِ
تفتحُ الذكرى لصقرِ السنديان
وتهبُّ من علقٍ على جِلْدِ القصيدةِ
تنحني لتراجم الإنسان.
جدارا *
قصّةُ الحجرِ الذي بكتِ السماءُ عليهِ
يومَ تفتَّحَ النسيانْ
جدارا نهرُ بازلتٍ تعتّقَ في زوايا الأرضِ
خصَّ الشَّرقَ بالمنفى
وسيق إليهِ رُخامُهُ
وأتى على جيلٍ تغرَّبَ في بوادي الجان
جدارا وجهُ مملكةٍ رأى رسماً على فحمٍ
فغالبَ شقوة الإنسان

هنا نفقٌ
على سَبَخٍ يُراعى تحتهُ البازلتُ
في نقشٍ من الطوفان
هنا تفاحةُ الشّماسِ
مجرى كفّهِ اليمنى
وناقةُ جارهِ النّحاتْ
هنا دربٌ إلى حربٍ
وحربٌ خاضها العميان
هنا ريحٌ خطا فيها طريقٌ كالحٌ عريان
هنا التمثالُ يركضُ باتجاهِ الصوتِ
يخرمُ رأسَهُ الجيران
هنا في شرفةِ النارنجِ
تظهرُ من يدي بيسان
وتنمو في الظلالِ قصيدةُ الجولان

مشاعٌ حرثُ أيامي...،
كما البازلتُ تنقرُ رأسَهُ الأزمان
مشاعٌ أيّها الراعي
فلا تنظر بقاصرِ عينكَ اليمنى
طريقَ الظلِّ للرعيان


___________
* جدارا: مدينة أم قيس، وهي إحدى مدن الديكابولس العشر في العصر اليوناني


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x