الصورة


الصورةُ ناقصةٌ
ومداها هذا الشِقُّ الواضحُ
فانظرْ في المرآةِ تجدْ وجهاً آخرَ للماءْ!!

الصورةُ كاملةٌ
ومداها هذا الحاضرُ
عدْ وحدكَ للعريِ وللممحاةِ...،
تجدْ وجهاً مثلوماً
ومساءً يخفرُ لحيتهُ في كلّ مساءْ

الصورةُ حاضرةٌ
ومداها هذا الوهمُ
فخُذْ ريح دم المغناةِ
تجدْ قلباً مملوءً بالسرِّ وبالأعباء

الصورةُ غائبةٌ
ومداها هذا الموتُ الآثِمُ
فارحلْ بعد الملهاةِ تجدْ عَرَضَ الدنيا
مستتراً في أمزجةِ الشعراء

الصورةُ واضحةٌ
ومداها هذا الكائنُ
يبحثُ عن معناها
متكئاً صورتهُ الأولى
منذ توالد من عدم الأشياءِ
ومتكئاً نصفَ غموضٍ
سمّاهُ الزمن المطرود من الجنّةِ
كأس يدٍ تتلاعبُ بالأرضِ
بلا معنى
أنتَ هنا
وكذلك همْ
والخارجُ من صِفْرِ أناملهِ نحو أناملهِ
والأنثى الأولى حكمتها الإغواء

ارتجفَ الكائنُ
مال إلى فضّتهِ
ودعا امرأةً في البيتِ
ينامُ على ركبتها أطفالٌ منسيونَ
على باب البيتِ، ومحرومونَ من الموتِ
وشيخٌ يأكلُ سهمَ أظافرهِ ندماً
وطيورٌ في قفص الريحِ تبوحُ بحبةِ قمحٍ
خلعتها من دائرةِ الفخِّ
ولَمْ يلحظْ صُفْرَتَها الكائنُ
فالصورةُ جارحةٌ
وتطاردُ في شبحِ العمرِ ظلالاً
لَمْ تلبس صورتها يوماً
مع هذا
كان الماءُ حفيدَ منازلها
وأنا كنتُ نبيذ الأسماءْ

الصورةُ فاضحةٌ
لا شكلَ لها أو نحتْ
تسألُ تفاحَ الكلماتِ
إذا ما حَضَرَ الموتْ...
عن لغة الفقراءْ 

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x