ولدتْ هنا في نصّ مرآتي


هي عائدةْ
وأنا كذلك باتجاه الشمسِ
أحمي جرّة الليمونِ 
من خبط الكلام

هي عائدة
وأنا مُثنّى الريحِ
في نهر الغمام

هي عائدة
السابقونَ إلى الألى
ورِثوا حناناً من لدنْها
واستراحوا في القليلِ من الخيام
الوردُ لو وطّنتَهُ 
يا قلبُ في شوكٍ
وأسئلةٍ
ونارٍ
وانسجام
ما كان يُندى أوّلُ الممشى
ولا في الليلِ قارعة الحمامْ

لو رحتَ تمسحُ عطرهُ
من كلّ شاردةٍ تهُشُّ على الظلام
لوجدتَهُ يمحو ظلالاً من لدُنهُ
وينحني لبريد أغنية الرئام


وأنا كذلك عائدٌ
نحو الكواكبِ
قلتُ: يا عشتارُ دُلّيني على نفْسي
ولا ترمي برأسي في حقول الانفصام
وأنا كذلك...،
لو رَمَمْتِ الروح في قلقٍ
وهيّجتِ اللحومَ على العظامِ
لوجدتني أهذي:
هنا يا أرضُ أوصلني دمي
ووجدتني أغتالُ مقبرةً، وأندى
مثل عشبي في تضاعيف الزحام

قالت: أرى في حمأة الريحِ
احتفالاً باللغةْ
ومرور ذاكرةٍ إلى المعنى خفيفاً
كإطلاق الصدى في الصوتِ
أو...
فأجبتُها: لي في البيانِ ثقافةٌ للشعرِ
أو للماءِ
أو للأرضِ
أو للنورِ يُرسَلُ من تباريح الغرام
نَسَغَ الصدى في الصوتِ روحاً:
كنتَ يا أنتَ
انتبه لروايتي
والليلُ أشبعني اغتراباً
وانقلاباً في أسارير المُدام
فأجبتُها: من رقّقَ الغسقَ الغريبَ
يجوز أن يمشي على ورقي
وأن ينسى اقترافي للقصيدةِ
منْ لدنْ بحر الشآم
قالت...
وفاجأها النخيلُ بأدمعي:
من أين يأتيكَ السنا 
في برقِ سارية التمام؟
فأجبتُها: من كلِّ ساقيةٍ 
على برِّ الخيام

وجهُ التخفّي يا صديقةُ
كائنٌ في جملةٍ
والرملُ شيّعَ في الطريقِ خطى النعام
وإذا الكؤوسُ ترجّلتْ عن خمرها
ودنتْ من الخصرِ الرماحُ
وكنتُ في بالِ المدى وحدي
أرتِّلُ شهوةَ الحبِّ القتيلِ على بلاط الصمتِ
قلتُ: تزنّري يا ريحُ وانتصري
على حبل النعامةِ
قرِّبي مرمى القصيدةِ من قيامةِ روحنا
فالموتُ جاورني
على سَبَخِ الضرام

وتعطّلت أبواقُ شارعنا
انتبِهْ...،
قال الغمامُ إلى الغمام
هذا دمٌ صافٍ
وشِعرٌ سائغٌ للشاربينَ
وكأسُهُ من ناسجٍ المعنى
وريش من لجينٍ لا ينام على حطامي
ونأيتُ أسردُ في الطريقِ ملامحي
وظننتُها رقيا
فهل أوفى دمي بالعهدِ
هل وافى غزالي دورة الإلهامِ

وذهبتُ في جَلَدٍ إلى ورق النشيدِ
كتبتُهُ نصّاً بديعاً ليس فيه مجازهُ
وكنايةُ المعنى
...هنا في عَرْضِ أبراج الحمام

هي عائدةْ
ولها بأوردة القصيدة حاجةُ الرؤيا...،
وحذفُ الظلِّ أحرزني قتيلاً
ليس في بوح الحديقةِ
بل في التصاوير التي جنّدتها للقلبِ
مُنفتحاً على كفِّ الغزالةِ
ليس يشبهها دمٌ في عرق داليةِ
وأشربها
وتشربني
وأكادُ أجزمُ أنها ولدتْ هنا في نصّ مرآتي
وأجَّلها الحديثُ إلى الكلالة
والفطام

هي عائدةْ
وأنا كذلك
ليس لي من فاتحِ المعنى
سوى أن أنطوي 
لقصيدتي في الليلِ
آوي للفراشِ
ولا أغامرُ في منامي.

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x