سِرْ نحو بحركَ وانتظـر ألوانـي
يا مُبدعَ الإيجـازِ فـي الألحـانِ
وانح ارتحالاً فـي بـلاط حديقـةٍ
وارع احتفالَ الوردِ في البستـانِ
بتنا غلابا
كـمْ طـوى أطرافَنـا
سهـمُ، وبـاعَ الجـرحَ للسجّـانِ
طاف الحديثُ، ولم أكنْ من رشفـةٍ
أسعـى لحـلّ قريحـةٍ بلسانـي
كنا التقينا تحـتَ سقـفِ قصيـدةٍ
ثكلى
ولـم تفـركْ يـد الأوزانِ
فانساقَ نبضُ الريحِ مع أسرارهـا
واستعذبَ القولَ الـذي أشجانـي
مارستُ قتلَ الفِعـل فـي أبياتهـا
ونهضتُ مستتـراً إلـى أبدانـي
حتى أرى سِحرَ المرايا فـي يـدٍ
تطوي الرّحى في لعبـة الألـوانِ
وحملتُ قمصاني علـى أسرابهـا
طيرُ القطا تحتلُ بعـض كيانـي
فزجَرتُ نفسي
والنفوسُ شريـدةٌ
في كلِّ سطـرٍ رِيـق بالـدورانِ
أمّي سعتْ في الفجرِ تقطفُ سيرةً
وأبي تطـاول شاهـراً أجفانـي
وأخي تبلّلَ من رُعـافِ حروفـهِ
ومضى يؤنِّثُ في النـدى أكوانـي
فقرأتُ سورةَ حاجتـي لقصيدتـي
وذهبتُ منفتحـاً علـى حرمانـي
لكـنَّ صُبّـارَ الحدائـقِ حفّنـي
فجدعتُ أنـفَ تصبُّـرِ الإذعـانِ
وحففتُ قبرَ الظلِّ عـن سكناتـهِ
وعجلتُ
كم مـن وردةٍ ترعانـي
لأعيشَ في الحذفِ الـذي أوفيتُـهُ
من عُمْرِ جرحٍ عاشَ في أوطاني
هو واسطُ العِقـدِ
انفتـاحُ شهيّـةٍ
الرمحُ فيهـا عاصـف البرهـانِ
هو قِلّةٌ
بعضُ انصهـار بلاغـةٍ
وبلاغتـي عِلـمٌ مـن الأكـوانِ
أعطتْ بناتَ الفكرِ مـن أطيافهـا
حرفـاً يـداري شهقـةَ الأزمـانِ
فأذنتُ للمرعى بأن يرعى دمـي
فوق الخيالِ
وأنْ يعيلَ حصانـي
حتى إذا سوّى الرحيـلَ جوارُنـا
ومضى بألـفِ قصيـدةٍ جيرانـي
ربّيتُ في حرفـي أنوثة جملـةٍ
ونفختُ فيها من جـوى بركانـي
فتطايرَ الماشـونَ فـي عثراتهـمْ
هذا أنا
ما ثمَّ في الإيقاعِ ثانـي
لكنْ أحلتُ إلى بيـاضِ رُقادهـْم
ما يُشبعُ المعنى الـذي أغرانـي
فتقافزوا زهـوا
وحـجَّ لفيفُهـمْ
نحو انفصالِ النّحلِ عن أغصانـي
فقرأتُ سـورةَ عودتـي لبيانهـا
ونأى الجميعُ مخافتـي، وبيانـي
هي ورطةُ التكوينِ فـي أعتابهـا
لم ينزِعـوا
ودمُ الغوايـة قانـي
فرأيتُ في ظلِّ الكتابةِ مـن أبـي
شيئاً يعاجلُ صبـوة الإحسـانِ
ونسختُ عن أمّي شقاوةَ مِعصمي
حتى أرتِّبَ في الهـوى عنوانـي
وأخذتُ عن نصفي مـلاذَ جمالـهِ
وتركتُ في ورق النـدى إدمانـي
هذا أنا يا ريحُ
... أتبعُ صاحبـي
وأصكُّ في ألـمِ الخطـى إيمانـي
هذا أنا
من يتبعُ السبـبَ القديـمَ
يُجيـزُهُ ذبحـي علـى صُلبانـي
حيّرتُ في لغتي القريضَ فجاءني
كرْهـاً يُغالـبُ صقـرَهُ بحنانـي
لكنّهُ حيـن التقـى بـوحَ البهـاء
تراقصتْ فيـهِ الـرؤى، فأتانـي
طوعاً، ولم يجلبْ لهُ مـن نفسـهِ
في سلّة المعنـى سـوى تحنانـي
فأجزتُهُ
يا شعرُ كُنْ فـي دولتـي
سيفاً يُطارحُ في الضحى ندْمانـي
فأنا ابتليتُكَ في جنـونِ قصائـدي
وحذفتُ رسمكَ عن خطى الصّبيانِ
حتى يظلَّ الثلـجُ فـي جريانـهِ
يمحـو الكـلامَ مخافـةَ الذوبـانِ
فالشاهدانِ
... هما إذا صمت الفتى
ملـحٌ ينـامُ بحرقـةِ الجـريـانِ
ودمٌ يبـوحُ بألـف ألـفِ جزيرةٍ
يخفى عليها الحرفُ في الهذيـانِ
شأني أنـا أنْ تشتـري لبلاغتـي
صمتاً
وتهجع في سياحة شانـي
لتكونَ نجماً في فضـاء ممالكـي
أو صائداً
تصطـادُ زهـوَ بنانـي