كُنْ بين هلالين وحيداً




 (1)
كُنْ أبداً بينَ هِلالينِ وحيداً
وانْفُخْ في قَصَبِ الشَّكِّ كلامكْ
كُنْ ما شاءَ لكَ الليمونُ بذورَ الفِكْرةِ
هندامَ الفَجْرِ ضُحًى حين تُصلّي
وانْسْخْ أُسْطُورتَكَ الأولى
يا ذا الجَورَبِ في بَرْدِ الليلِ
ولا تَنْبشْ عَنْ رسمِكَ بينَ هلالينِ
عليكَ بِضَبْطِ منامكْ

(2)
وعُروجُكَ مثل عُروجيَ بينَ هلالينِ
زيارةُ قِدّيسٍ لِصَلاة الخوفِ
فبُلَّ مَدارِكَ هذا البوحِ
وبُلَّ سِهامكْ
لِتكونَ على أجنحةِ المِحْنةِ سيِّدَ نَفْسِكَ
تَظْهرُ في اللامرئي
اللامرئي وطنٌ يُشغِلُهُ الشُّعراءُ
بِنصفِ دقيقةِ حُلْمٍ
لترى الإيقاعَ أمامكْ

(3)
أنتَ على مَرمى حَجَرٍ
في مَجرى الحُبِّ
ولَمْ  تُرْزَقْ بِيَدَيْنِ مِنَ النَّعناعِ
لِيَظْهرَ هذا اللامرئيُّ على بِرْكَةِ أيامِكَ
ثُمَّ يَخفُّ
يَخفُّ
كما يَتَلَوَّى بينَ الرّيحِ
وغيمتِها
ويشدُّ حِزامكْ

(4)
ما أنجعْ هذا التَّكْويرِ
وأنتَ تَزورُ  الأرضَ على قَلَقٍ
لِيَظَلَّ وقوفُكَ بينَ هِلالينِ مَزاراً
تَبْلُغ في الرَّمي كلامكْ
حين تُجاريكَ الرُّؤيا
فتصيرَ إمامكْ!!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x