سَرْدٌ لِمَوْلِدِ نفْسي



كلُّ شيءٍ هُنا
وهناكَ
يَدُلُّ عليَّ
صَفاءُ العيونِ التي تُدْخِلُ البَرْقَ
في سَمِّ هذي المَجَرّاتِ
وهيَ تُحاولُ شَحْنَ السَّماءِ
بِمَوْلِدِ روحي
إقامَةُ ضِلْعِ المُثَلَّثِ في الحارةِ الخالِيَةْ
أُضْمومةُ الوَرْدِ
وهيَ تُضارعُ كأسَ السَّرابِ الأخيرةَ
في الظِّلِّ
ليلُ ابنِ آوى
إذا جاءَ صَقْرُ الرُّعاةِ
إلى حَيِّنا
خائِفاً مِنْ وقوعِ الحصى في يديهِ
وخلخالُ أنثى أراها
تُقيمُ على الجِسْرِ
منذُ التَقَيْنا مَعاً في الحديقةِ
والسَّاريَةْ!‏

لكلِّ شيءٍ هنا ما يَدُلُّ عليَّ
الأواني التي في الفَنادقِ
طيرُ الرَّشادِ إذا حَصْحَصَ اليومُ
عندَ الشُّروقِ
ولَمْ يَنْسَ خَلْوَتَهُ النَّائِيَةْ!
كذلكَ حين يصيحُ بأعلى نواياهُ
جارٌ تَعَلَّلَ بالصَّمتِ
حتى إذا ما تَسَلَّطَ قِرْدُ البناياتِ
قال: أعيروا خُطايَ
يَدَ الدّاليَةْ!

لكلِّ شيءٍ هُنا دورةٌ للزَّمانِ
وَفِقْهٌ لِمَعنى التَّبَدُّلِ تحتَ أنينِ المرايا
إذا ما اسْتَبَدَّ على الماءِ
يَضْحى
كَرَغْوَتِهِ طافحاً بالجنونِ

غُبارٌ يَجِيءُ مِنَ الشَّرقِ
يَهْمزُ بالرَّاحلينَ
ويَلْمزُ بالعائدينَ
ويَنْحتُ ظلَّ البداياتِ
إنْ هيَ كَلَّتْ وأرْخَتْ على الشُّرفاتِ
رؤًى عَاريَة
لكلِّ شيءٍ هُنا
زُرْقَةٌ لانبلاجِ الضُّحى
وَدَمٌ لاخْتِصارِ المسافةِ بين الشُّروقِ
وبين الغروبِ إذا ما نَوى واحدٌ
أنْ ينامَ على رَبْوَةِ عاليَةْ
هُنالكَ حيثُ السَّماءُ لها
ما لها
والجهاتُ لها ما لها
والنهارُ الذي شَعَّ يوماً لها
هالِكٌ تحتَ رِيقٍ
لَهُ ما لهُ
منذُ أنْ زَعْزَعَ الفِتْنَةَ الفانيَةْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x