فقراء نحن




فقراءُ نحنُ
فكيفَ يأَنَسُ طائِرٌ
بالقمحِ لو هَبَّتْ رياحٌ
أو تأنّثتِ الغُصونُ
على شَجَرْ

فقراءُ
لا قيظٌ يَقينا مِنْ جَفافِ اللحمِ
مِنْ تكويرِ مِفْصَلنا المُدلّى
لاحتكاكِ الشمسِ بالأرضِ الطَّريّةِ
لا جوازٌ يَرْشَحُ الآنَ
على ناي السَّفرْ
فارجزْ لقامتِكَ النحيلةِ
واحداً
فرداً
وهَبْ أنّ المسالكَ بعضُ آياتٍ
قِصارٍ  في السُّورْ

هل هكذا
تمضي الأيائلُ في الحياةِ
ونحنُ أوْلى بالحياةِ
فلا تُمارس حقّكَ المنهوبَ
في العزفِ الأخيرِ على وترْ

فقراءُ نحنُ الآن في أوطاننا
لا أَمْنَ في الأَمْنِ الغِذائيِّ
اسْتَعَدْنا أَمْنَنَا الوطنيَّ
بالتلويحِ مرَّاتٍ لشاعرنا الذي
اخْترناهُ طَوْعاً
قلتُ طَوعاً فانْتَبِهْ للضَّربِ في أعناقِنا
ليلاً وفجراً
أو كراهةَ أنْ نُساقَ لمُنْحَدرْ

فقراءُ
لكنّا نَقيسُ الخوفَ بالأَمْنِ الغِذائيِّ
إذا جُعْنَا رَبَطْنا شِسْعَ نَعْلِ الرّيحِ
لُذْنا بالقَدَرْ

هو هكذا الضِّلّيلُ
يَسألُ عَنْ وجودٍ عاثرٍ
بين البوادي والحضرْ
فَلْتَنْقشوا بَيْتَينِ عَنْ أرواحِنا
جِئْنا نمارسُ حَقَّنَا
فتكالبتْ عَبْسٌ على جيشِ مُضَرْ
وتحدَّثَ الأفيونُ عَنْ شَكْلِ القَمَرْ
وتنازعَ الجيرانُ حولَ نظافةِ الطُّرقاتِ
إذ يَبنونَ في الفَجْرِ صَلاةَ الخوفِ
ثُمَّ يُؤثّثونَ ضُحى القِتالِ
بما تَوَزَّعَ من مطرْ
هُمْ هكذا مَعْ كلِّ جيلٍ ناشئٍ
في الظّلِّ يَنْغَمِسُونَ مَعْ أسبابهمْ
وَيُبَاِرُكونَ الشاعرَ الرَّائي
لكلِّ حُلْمٍ مُنْتَظَرْ

فقراءُ لكنَّا نَعي أمراضَنا
إذْ نَتَّقي الأحزابَ منذُ تَرَجَّلَ الأُمَنَاءُ
عَنْ أعراسِهمْ عُرْسَاً فَعُرْسَا
فقراءُ مَحْظوظونَ بالشُّهداءِ
يَنْدَسُّونُ في أحلامِنا
بحراً
وَمَرْسى
فقراءُ لكنّا نُوَزِّعُ في أقاصي الأرضِ
إيقاعاً وَحِسَّا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x