خفِّفِ الضوء كي نراك كثيـرا
واستر الشمسِ بالحرير حريـرا
إيّها البحـر إذ نـراكَ سراعـاً
تنتقي الدُّرَ من جمالٍ، وحـورا
أيّهـا المـاءُ لا سـواكَ يغنّـي
صائتَ اللفظِ
فابتعثنـا نسـورا
شاهِدُ الشّهـدِ لا يـراك تغالـي
إذ شَمَمْنا الهوى وعشنا دهـورا
شاهدي
أنَّ في المـدادِ خفيـفٌ
قام يُلقي الصّدى
ويَلقى ثبـورا
لهْـوَ نفْسـي إذا تحـدَّرَ رسـمٌ
جاء باللونِ سـرُّهُ كـي ينيـرا
آية الشمسِ، أو يضجّ احتراقاً
ويُعلّي مـن الحدائـقِ سـورا
يقفز الطيرُ دون خوفٍ
ويَبلـى
كيف يَبلى، وكان يرقى جسـورا
خفّفِ الضوءَ ما على البابِ طينٌ
لاصقٌ، أو عليهِ أغـدو أسيـرا
كلُّ سجنٍ هنا،
ولـي فيـهِ بـابٌ
أيّها الموتُ فالتقطنـي صبـورا
كلُّ سجنٍ هنا،
ولي فيـهِ صبـرٌ
فافتحِ البابَ كي أدواي العبيـرا
ظِلُّ قلبي جليسُ غصنِ العذارى
يستديمُ الثمـارَ، يسعـى فقيـرا
نحو أقلامهِ،
وما كـلُّ فـرضٍ
غير ما علّموهُ
يومـاً صغيـرا
فاتركِ الشعرَ إذ يماري جراحـاً
ناءَ فيها المدى
وخضَّ بحـورا
ليتَ هَيْتَ استفاقَ فيها جمالـي
ليتها أسرعتْ، وقدّتْ ظهـورا
ليتها،
قـال إنَّ ذبحـي سريـعٌ
يفلح الموتُ لو تناهى طهـورا
فاتّكأنـا علـى حدائـقِ رمـحٍ
جاب سهل البكا،
وأخفى سعيرا
مَوْرِدُ الشعرِ ما يـدومُ طويـلاً
واقتباسي من العيـونِ خريـرا
أنتَ في الناي ما تمالـحَ بحـرٌ
أنتَ في الموجِ ما تأسّى كثيـرا
أنتَ سطري وقد تجاهلَ قبـري
كلُّ شبرٍ هنا يسـاوي قصـورا
كلّ سطرٍ يجيء بوحي ويوحـي
شاعر الحرفِ ما أتـمَّ بكـورا
فالتمس من جواهر الماءِ حرفـاً
واغتسلْ بالندى
وعطّرْ مرورا
هذه سيرتـي وسيـرةُ صمتـي
سيرة الصمتِ أنْ تموتَ كبيـرا