حرفُ الرَّويّ يقولُ: ما هذا الرَّويْ
أفضى بجملتهِ علـى أكفـان حـيْ
يمشي وقد قفـزَ البصيـرُ مهابـةً
ليقولَ مهلاً كيف يستتـر الـدَّويْ
فيجيءُ من لبـنِ الغيـومِ مسافـراً
قلبي، ويأخذ راحةً في بيـت طـيْ
حتـى إذا صعـدَ الفتـيُّ حبالهـا
أرختْ على كثبانـهِ إيقـاع شـيْ
كـلٌّ يمـاري لحظـةً وقتيلها
أنَّ الغرابةَ سرّهـا ورقٌ عصـيْ
فيقـولُ إنّ مـداد صورتـهِ جـلا
عرصاتها المعنى على بحرٍ شقـيْ
ليكاد من فرط اشتيـاقِ كواكبـي
ينأى، وينسخُ من لدنْهُ ومـن لـديْ
خاماتِ ما نسيَ الأوائلُ في دمـي
ودمي على علاتـهِ حجـلٌ بهـيْ
فأخذتُ أزرع فـي القبائـلِ بـذرةً
ولعلّها عَلِمـتْ مفاضـلَ رُكبتـيْ
وأنا أديرُ النارَ في وضح الدجـى
ويسلُّ حرف تفرّدي الوردُ النـديْ
وأضيفُ سُكَّر ما تعلّـم صاحبـي
الماءُ منفطرٌ علـى جسـد طـريْ
إنْ أنتَ جئتَ مناخهُ فـي حشـوهِ
قذفتْ جرارُ الخمر سُكّـرَ مقلتـيْ
فحذفتُ حشوكَ عن ضلالة صوتـهِ
ونبهتُ غزلاني، فيا هـذا الدعـيْ
لا تلقِ في بِرَك القصائـدِ سوسنـاً
من غير أن تأتي على حرف غَويْ
لتجيرَ من صَمَمِ الخـوارج هـرّةً
نامتْ، وفي سكراتها غضبٌ عتـيْ
هـذا إذا زَجَـر الطريـدُ حجابـهُ
وأقام في المغنى غرامـاً أنثـويْ
ناهيكَ عن سِربِ الحمام إذا اشتكى
وإذا تألّمَ صار لـي لحمـاً شهـيْ
ألِفـتْ يـدايَ منـازلاً لا تنجلـي
مرهونة الشرفاتِ في عرس الصبيْ
لي عرسُها في كلّ نـصٍ طاعـنٍ
ومدادهـا قلـقُ يُفجّـرُ مِعصمـيْ