جميلٌ
أن تنـامَ الريـحُ سهـوا
وأنْ يرقى نديمي العمرَ شـدْوا
وأن يبيضَّ شَعري مـن مهـاةٍ
تعالتْ حين راح الصبرُ يُطـوى
جلستُ إلـى نداهـا مثـل وردٍ
تداعى في الحِمى بوحاً وشكوى
أنا منـذ التقينـا فـي الزوايـا
أخذتُ القِطْرَ من شفتيـك لهـوا
ففرَّقتُ الحمـامَ عـن المحيا
وأسلمتُ الحمامَ لعيـن سلـوى
توسَّمْتِ البهـاءَ بـلا رتـوشٍ
ومن قال اقترابك صـار حلـوا
أنا وحيُ اللغاتِ أجـيءُ غيمـاً
أقضُّ مضاجعَ الأحـلامِ شجـوا
وأنجي مـن أشـاءُ إذا تجلّـى
على صَلبي
وأخطو الآن خطوا
إلى بيت القصيـدِ ففيـهِ طيـرٌ
تركتُ لريشهِ الطيـرانَ زهـوا
فراح يطيـرُ منتشيـاً وقـوراً
إلى الأحـلامِ مشتاقـاً لِيُـروى
فقابلنـي هنـاكَ وكنـتُ ظـلاً
أبيعُ الصمـتَ محتـالاً لأروى
وهيّأني لغـزوٍ
كيـف أغـزو
وقد لفَّ الضياءُ الحـيَّ غـزوا
فقلتُ أفيء من نومـي لأسعـى
إذا ما طار في الكلماتِ محـوا
خيالي فـي المرايـا
والبرايـا
وأنساني الضحى، والعينُ تُروى
مـن اللـذاتِ تكتبنـي نشيـداً
وتغمس أبحري جَدَلاً ونجـوى
فلا أقصي ذئابَ الحـيِّ حتـى
أرى قلبي يعـودُ إليـك أقـوى
لأمرحَ فـي بساتيـنِ التمنّـي
وأعطي العاشقينَ هـوًى تلـوّى
وكنتُ قبيـل نومـي، لا أبالـي
ولا أهتمُّ لـو أصطـادُ بلـوى
لأنَّ الشِّعْـرَ أغرانـي برحْـمٍ
وناطح في الهوى أرضاً وجـوّا
فقال اليائسـونَ،
وقـد دعانـي
سفيرُ الموتِ: لستَ الآنَ كُفْـوا
فألجمتُ الخيولَ، وكان رمحـي
يميزُ رماتـهُ صفحـاً وهجـوا
وقدّمـتُ المنـازلَ للـعـذارى
وقلبُ الجارِ في التكوينِ يُكـوى
وبدّلـتُ الجنائـزَ، إذ تـراءى
ترابُ الأرضِ من شقّيْـهِ قبـوا
ألا يـا شَيْبَـةَ المعنـى إذا مـا
رأيتِ كلامنـا حدْسـاً ولغـوا
فخلِّ الصبـرَ مِفتـاح السجايا
وَعَدِّ النّحْـوَ
والإيقـاعَ عَـدْوا
فقد سرقوا بياني مـن رياشـي
وما دمع المدادِ يعيـشُ رخوا
لهُ في بضعِ مـا ملكـتْ يـداهُ
جواهر خاطها في الليلِ رهـوا
وكنتُ قبيـلَ أنْ أخليـهِ طيـراً
أطيِّرُ في السّما الأرواحَ صفـوا
لأجلبَ من حماستـهِ انفـرادي
ويحبو العاشقـونَ إليـهِ حبـوا
كذلكَ جاء فـي سِفْـر الليالـي
بأنَّ قصائـدي للحـبِّ فتـوى
فرمـزُ العارفيـنَ إذا تناهى
أحال الموتَ في الأعرافِ عدوى
ويَقْدُمُ كلَّ مـن رَكِـبَ الخفايـا
ويجعل في الرّحى المِخيالَ تقوى
وقبلَ أجودُ في مدحـي، تعالا
هنا صوتُ الفتى:
يكفيكَ زهوا