إضاءات




(1)
وأضأتُ أيامي بيومِكِ مرتينِ
فلَمْ أجدْ شَجَرا
هل غادرَ الطوفانُ تربتَهُ مِنَ المبنى
فصرتِ كنبتةٍ بريّةٍ في آخر المجرى؟
أمْ زوَّرَ الإيقاعَ ضوءٌ
في ابتهالِ الريحِ
حتّى خلتِهِ قَدرا؟
وتركتني روحاً تُقَوِّسُها الخيامُ المائلاتُ  
أمام بوحِ الشِّعْرِ
رَقْصَاً ثارَ 
لكنّْ لم يجدْ غجرا 

(2)
يُغريكَ هذا الموتُ
أم يُغريكَ أنْ تلجَ البحارَ
لكي تراهنَ أننا موتى

يُغريكَ أنْ تَصِفَ الحياةَ
على شواطئنا
ونحنُ مقيّدونَ
ونشعلُ الحربَ المقدّسةَ التي فتكتْ بنا
مِنْ غيرِ أنْ تصطادَ صورتنا
وأنْ تبني لنا قصراً مَشِيداً مِنْ عظامكَ
أو تنافحَ عنْ قلوبٍ أصبحتْ مكلومةً
رضيتْ بأنْ نخطو على وترِ النَّجاةِ
وأنْ نعيشَ
مقيّدينَ
وأنتَ في لجج الصِّراعِ
وحيد أمّكَ يا بنيَّ
ترى قلوباً، لا عليكَ
قلوبُهمْ شتّى

يُغريكَ أنْ تَلِدَ النَّوارسُ
في حماكَ قصائدَ المعنى
وأنْ تبني لها أرضاً مُقدَّسَةً
تضيفُ لِنُولها المغزولِ مِنْ عَصَبِ اللغاتِ
قواعدَ الراياتِ
وهي تبيحُ لسردِها أنْ يُبلِغَ الأغرابَ
عن مأساتنا
مِنْ حَرْفِ عِلّتنا
إلى حتّى....

(3)
وأنا نصيرُ الخارجينَ على نطاق الحارةِ العمياءِ
أنكشُ صبرَها
وألوذُ بامرأةٍ تُخيطُ جمالَها في البيتْ
وتقول لي: هل يَضْبَعُ  الأشجارَ سردُ الريحِ
في ملكوتها
تلك التي أرَّقتُها
وأنا نصيرُ الخارجينَ على شَفا
يا ليتْ؟!



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x