الحرب آخر ما رأيت





ستحاولُ الآنَ البهيَّةُ
رَدْمَ أحواضي
لأَخْرُجَ عارياً عن كلِّ قَصدْ
ستحاولُ الإفلاتَ مِنْ كفّي
ومِنْ جيبِ الرَّصيفِ على هُداها
ثُمَّ إنْ صَعَدَتْ غُيومي  
سوفَ أُصغي للطُّيور
على غُصونٍ عابثاتٍ كاسياتٍ للرّياشِ
ولا تقاطعَ معْ يديَّ
ولا خراجَ لموسمٍ في الصَّيدْ

سأقولُ للأحياء: لا تَلِدوا
على الطُّرقاتِ إنسيَّاً
ففي الأشياءِ نَصْلٌ زائفٌ
موتى ويستترونَ
لا يلوونَ عن رؤيا دمي في الوردْ

سأسوقُ ناقتيَ الوحيدةَ
باتجاهِ الحربِ
أعلنُ عن رهانِ الموتِ
حتّى تستوي الأشياءُ في المعنى
ولا أهذي
لأنّي أعصمُ المعنى مِنَ الطُّوفانْ

سأسوقُها
لأمرَّ عند البائعينَ الهالكينَ جبايةً
وأمرَّ عند حرائقِ الدُّكانِ
في المنفى أُقدِّمُ أيَّ تفسيرٍ
لأنهرَ ما يليقُ بوردةٍ في الحربِ
حينَ تُزَوَّجُ الأقدارُ للنسيانْ

سأسوقُ أبنائي إلى ألعابهمْ
وطيورهمْ
وغرائبِ القططِ التي تأوي إلى بيتي
بليلٍ مُضْمَحِلٍ تائهٍ حيرانْ
وأغادرُ البرهانْ
لأنّي لَمْ أكنْ سبباً لهذي الحربِ
أو لخسارةِ الإنسانْ!!


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x