لا ناي للرقص




لجملةِ أسبابها
سوفَ أنحتُ هذا الحسيسَ على كأسها
وسوفُ أدورُ كما الغجر السَّالكينَ
براري الحِمى
لأسألهمْ عن مدادِ الجفونِ
ونهرِ المسيحْ

لجملةِ أسبابها
سوف أدخلُ حربي
وأفتكُ بالصَّمتِ
لا طَرَبَاً 
ولكنْ لأنَّ أبي كان يوماً ذبيحْ
لجملةِ أسبابها
سوف أرقصُ
معْ كلِّ ريحْ

لها خصرُها
ونايُ العُزوفِ عن الرَّقصِ
كان الهروبُ إلى صدرها حاجةً
للنزولِ على الأرضِ
كان أبي يستدرُّ الخبايا إذا شُلَّ شهرٌ
عن الفَصْلِ في شهر آذارَ
كان إذا مرَّ بالنائمينَ
يُنفِّلُ هذا الخريفَ على رأسهِ
ثُمَّ يشوي الصُّقورَ على مَهَلٍ
في الطريقِ
إلى صُورةٍ جامحةْ
وكان يرى في مساكنهمْ غايتينِ
ورمحا جريحْ
ولكنهُ لَمْ يكنْ ليعالجَ طيراً طريحْ
الليلُ يشقى
ولا ليلَ يشقى
ولا أمَّةٌ في المرايا تجادلُ كأسي
ولا نايَ للصبرِ
غير ابترادِ الهواءِ على صدرها

يا مساءَ التَّبَتُّلِ بين الخيام التي لا تدورُ
على القَفْرِ
أمشي إلى حَرَمٍ آمنٍ
في كلامٍ فصيحْ
ملاءة حِرزَينِ
حتى إذا أرغموني على الرَّقصِ
أغوي القصيدةَ أنْ تستريحْ
وأطلقُ أسرابها في فضاءٍ فسيحْ

كذلك
سوف أجرُّ علاماتها
مِنْ بياتٍ قديمٍ تهرَّأَ في الليلِ
لا نايَ للرَّقصِ
لا وطنٌ يحتويني
أنا الغجريُّ الطليقُ
سأمحو عن الأرض ظلي لأشرقَ
لا شمسَ تُشْرِقُ مِنْ غفوتي
أو مرايا
سأمحو عن الظلِّ هذا المدارَ المُعَتَّقَ
في آخري
ثُمَّ أجثو على ركبةٍ جارحةْ
وأنهرُ آخرَ غُصنٍ على الأرضِ
هذا إذا الليلُ أَفْرَدَ لي
ما يُرى من زوايا
سأمحو عن الأرض ظلي
ولو علَّقوا رايتي
أو تواصوْا بهذا الشُّعاع الذي
لَمْ يكنْ مُسْرَجاً في الحنايا
لأكشفَ عن صورتي آخرَ الليلِ
حتّى إذا أَرْجَأَتْني إلى النُّورِ
شمسٌ رحيمةْ
أدرتُ إلى الكأس نصْفي
وغادرتُها مُطْمَئِناً على لغتي
وانسللتُ بلُطفِ الحياةِ
إلى جنَّتي المستقيمةْ!



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x