ولـدتُ لعـامِ قهـرٍ
فاستـعـدَّا
أبي
أمّي
وصـرتُ الآنَ جـدّا
أبيـحُ جنائنـي مـن غيـر والٍ
وأحمـلُ قِـربـة الآلام فــردا
يُطيِّرني الزمـانُ وقـد تهـادى
على رمل الخطى، لأرومَ صـدّا
وأَنهى سَكْرتي عن سَكبِ جرحي
وأقطـع شـارعَ النسيـانِ بُعـدا
أنا نسـلُ الهـواءِ، كمـا أرانـي
أقارعُ في الحياةِ هـوًى ولحـدا.
فيضنيني سؤالـيَ عـن طريقـي
ويضنيني طريقـي حيـن أهـدا
تمـرُّ غزالـةٌ
وأنــا مُــدانٌ
فقد مرّتْ، وألقـتْ قبـلُ عِقـدا
فحارتْ رُكبتـي بالعَـدْوِ، لكـنْ
جرى في خافقي السّرحـانُ سـدّا
فقلتُ: شبيهُ مَـنْ؟!
قالـت: سـؤالٌ
يرمّمُ في الحشـا للحـبِ وجـدا
فقلـتُ: بثينـةٌ؟!
قالـتْ: تذكـرْ
غفا فيكَ الزمـانُ، وقـد تبـدّى
على الجدرانِ قوسُ الريحِ يومـاً
وسحَّ على الثرى خوفاً وجهَـدا
وغبَّ الشوقُ من كـأس التمنّـي
وكان السيّفُ يقطعُ فيـك غِمـدا
فقلـتُ: جميلـةٌ؟!
فدنـا حـواري
من العينينِ
حين البـرقُ عـدّا
نِصابَ الشمس من غيـمٍ رقيـقٍ
أطاح بغايتي فـي الطيـنِ شـدّا
فقلتُ: سلافـةٌ؟!
قالـت: رياحـي
جفتْ أهلي، فَنِمْتُ، وضِعْتُ قَصْدا
على ريقِ الجمـالِ وقـد حبانـي
جمالي، فاحتملـتُ المـوتَ وِرْدا
فقلتُ: خديجـةٌ؟!
قالـتْ: خـداجٌ
نبا التكويرُ فيـهِ فصـار وعـدا
فألقمتُ الفِـراخَ ضميـرَ صـدرٍ
وهيّأتُ الصّـدى حـرّا وبـردا
فقلتُ: جَهِدتُ...جَهدِيَ في مقامي
أنا أعشى
أُعانـي القهـرَ جَلـدا
وأدفنُ صورتـي
وأرى مـلاذي
دُجى الأحـلامِ
لسـتُ الآنَ نِـدا
أنامُ معاقراً، _والشيبُ مُهـري_
بيـاضَ دفاتـري رَقْمـاً وَعَـدّا
فصكّتْ ثغرَهـا طيبـاً، وقالـتْ:
هو الميراثُ فـي الأيـام أكْـدى
ولكـنْ شاقنـي للأمـسِ طيـرٌ
هنـا فـي سالفِ الأيـامِ حَمْـدا
فقلتُ سـلامُ ميراثـي وجـودي
يهيّئ للخفـا الأنفـاسَ سعـدا
وبِرُّ قَوامتي فـي ثـوبِ طُهـرٍ
أتى من حيـثُ إيقاعـي تـردّى
جفا قلبي حريـرُ الحلـمِ سُهـداً
فقلتُ السُّهـدُ جافانـي وأسـدى
لـيَ الأشعـارَ لا تبلـى، ولكـنْ
أقاضي ما استُبيحَ،
ومـا استَجـدا
هنا بلغَ المُـرامُ صقيـعَ نفسـي
وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغـدا
وذوّبنـي علـى خـط انفصالـي
وهمسُ الشوقِ تريـاقٌ، وأنْـدى
فقلتُ لعلَّهـا مثلـي
فقالـتْ...
...أنا روحي فَرَشْتُ العُمْرَ مَـدَّا
لتحيا فـي كـلامِ الشعـرِ دهـراً
وتحمي من نعـاس العمـرِ قَـدّا
فجاشتْ في ضلوع البحـرِ عيـنٌ
وجاءت مع لفيفِ الطيـر وفـدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حـدْسَ نبضـي
فقلتُ: وضعـتُ للميـزانِ حـدّا
فذكّرني الصّفـا
رَحْلـي
وَحِلّـي
وإطراقي
إذا مـا رُمْـتُ سُهْـدا
شمائلُها نساءُ الكـونِ،... عـذراً
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عَبْـدا؟!