قَفْرٌ هـي الأرضُ...،
أم قفراً تواليهـا
إنـي لأنقـص أقلامـي وأبريـهـا
قفرٌ هي الأرضُ...،
... ما عادتْ مُحجّلةً
أو قوّستْني الـرؤى نهبـاً لماضيهـا
قفرٌ هي الأرضُ...،
... بعضي شدَّ مفصلَـهُ
وبعضُ كأسي طفا عن صبر ما فيهـا
أوليْتُها المِسكَ معجونـاً
ولـي عَـدَمٌ
وقلـتُ أنبـهُ أحـبـاري
...وأثريـهـا
هذي المسالكُ زافَ الطعـنُ جدولهـا
وفاضَ عن سرّها المعنـى، وحاديهـا
لو كنتُ أكتبُ شعـري ليـلَ مسألـةٍ
ما كان ينبضُ فـي دفلـى سواقيهـا
لكنّني الماءُ أحيـا، والـذي فرضـتْ
عيني لهُ المِسكَ لـم يلكـزْ بواديهـا
وراحَ يبحـثُ فـي سـردابِ قريتـهِ
عن جمرِ لحنٍ طغى سكـراً لشاديهـا
قفرٌ هي الأرضُ...،
هل في مأمَنٍ حجلٌ
أمْ في سباقِ الصدى تبـدو خوافيهـا؟!
ما بين ذبّ الخطى
عن طينِ صعلكـةٍ
باتتْ تقشّـرُ فـي الأعلـى
روابيهـا
وبينَ ذبّ الندى عـن نحـلِ سيرتـهِ
وبيـن نخـل الصفـا
وافـى مآقيهـا
لـم أنتـهِ بـدداً...،
... والريـحُ حاطبةٌ
تعلو،
فيسقطَ مـن خسفـي حواريهـا
والغيـمُ أكثـرُ أبنائـي، ولـي جعـةٌ
جلّا النبيـذُ لهـا مـرآةَ راويـهـا
والغيـمُ أكثـر أبنـائـي ممـازحـةً
يأتي لفرط دمي مـن جيـبِ باريهـا
والغيـمُ أكثـرُ أبنائـي، فـوا عجبـا
كيف انتهيـتُ إلـى رؤيـا أعاليهـا
هذي شواهدُ عمْرٍ...،
حطَّ عـن سبـبٍ
في قاعِ بئـرٍ ولـم يسـأل نواديهـا
عن شرفةِ الشعرِ
عن مزمار حارتـهِ
ومنْ ديوك الضحى
تعـدو بواكيهـا
ما بين إربدَ والأرضِ التـي
نزحـتْ
عنها النوارسُ
صـدرٌ مـن مغازيهـا
شاهدتُ مقصلـةً
والرمـلُ بعثرهـا
والسردُ عجّـلَ فـي تلقيـنِ قاريهـا
كانـت تحاجـجُ أضلاعـاً ممـزّقـةً
فقلتُ: صبـراً أخـي
إنـي مغنّيهـا
هيْلا
وهيْلا
أنـا هيْـلا أكرّرهـا
حتـى أداوي النـدى عـزّاً
وتشبيهـا
في أوسطِ الأرضِ كان الشعرُ مُلهمَهـا
وصار بعد وضوحِ الشمـسِ راعيهـا
فيها من الصّوفِ ما تُجلـى مفاتحـهُ
وفي بقاع الهـوى أسـرابُ حاويهـا
ناهدتُها الوجدَ
قامـتْ،... فاستقـرَّ لهـا
على مـرادِ الهـوى
إيقـاع رائيهـا
يا أيّها الطيـرُ إنّـا
والحِمـى قَـدَرٌ
كنّا نجـوبُ، ونسعـى مـع مآسيهـا
صحراؤها الرّملُ
والكثبانُ عن عطشٍ
حجّتْ إلى البيتِ تُقـري مـن يلبيهـا
هذي سواعدُ بحـرٍ كـان لـي شَبَـهٌ
وكنتُ بين دمـي والشعـرِ أغريهـا
بـأنْ تفتِّـح أبـوابَ السّنـا،
وكـذا
تـردُّ خيـلُ أبـي
خبّـاً مراسيـهـا
إنّا...
ومنْ طينِ هـذا الخلـقِ سيرتُنـا
وفـي بكـاءِ المُنـى
نغـزو مآقيهـا
...هنا
على بابِ قصر الشمـسِ منزلـةٌ...
تطوفُ بالعشقِ
تُغري مـن يجاريهـا
هنا التجـرّدُ مـن سيـلٍ يضـجّ لـهُ
كَعْبُ الحقيقةِ
يدنـو مـن صواريهـا
نـداءُ أتربـةٍ
سعـيـاً
ومنتبـهـاً
إلـى التجلّـي جـلاءً عـن قوافيهـا
هرولتُ فوق نبيذ الأرضِ مُذ دعيتْ
روحي إلى الحَرِّ كي تُشرى مراميها
يا أيّها الفرحُ المَعْنـيُّ مـاذا تـرى؟
من التشـرّدِ غيـرَ الصقـرِ يشويهـا
من سروة الخيرِ حتـى جنّـةٍ فُتحـتْ
كانتْ ذنوبـيَ تشقـى عـن مواليهـا
فقمتُ أرشُدُ
والخيـل التـي نَصبـتْ
لها المراحُ سطـوراً فـي صحاريهـا
وعاجَ قلبي بلا أتـرابَ
لـي جهـةٌ
إلـى البكـاءِ الـذي يُعلـي مبانيهـا
ولي من القَصْدِ أسبابٌ ركضـتُ بهـا
لأتبـعَ المـوجَ، إذ تُجبـى مساعيهـا
ولي منَ العِتْقِ كـأسٌ لا مشـاع لـهُ
لأشربَ المـاءَ إذ زُمّـتْ حواشيهـا
أنا البريءُ...
من الصمتِ، التجأتُ، ولـي
مـن العذوبـةِ بـحـرٌ لا يجافيـهـا
قَدِمـتُ أسْعِـفُ أحلامـي، وأسكنهـا
أطارحُ الشوقَ في أشهـى نواصيهـا
وأدفـعُ اللحـنَ سبّاقـاً إلـى لـغـةٍ
وأسردُ السِفْرَ فـي ميـزانِ معطيهـا
جَنْبـي مولّـهُ
شريانـي إذا يَبِسـتْ...
يمـورُ فيهـا دواءٌ مـن أراضيـهـا
من إربـدِ اللغـزِ أشتاتـي موزّعـةٌ
إلى البوادي
وأسمـو مـع عواديها
وأطرقُ الكهفَ سيّاراً إلـى صُحـفٍ
وأقـرأُ اليـومَ،
لا معنـى يضاهيهـا
قد جئتكمْ بدمٍ صـافٍ وقـد سعـدتْ
فيه الصفائـحُ تُحمى مـن تواليهـا
ما بين طَرْقِ الجوى والريـحِ مائـدةٌ
حارتْ بها الأرض في أعلى دواعيها
الناسُ حيرى، وفي عين الخطى
ثقـةٌ
جالتْ،
فأمسكَ فجرَ الدمـعِ ضاحيهـا
وقيلَ للنـاسِ خَفْـضُ الجنـبِ آيتُـهُ
أنْ يُشترى المسكُ من قيعانِ صافيهـا
وأنْ تُبـدّلَ ريـحٌ صـرَّ خافضُـهـا
عن لعبـةِ المـوتِ تشتيتـاً وتمويهـا
فأمسـكَ الكـلُّ إلا مـن أريـدَ لهِ
طَفْحٌ من الهـمِ يغـدو مـع سواقيها
ورحتُ أسعى،
وترياقي كما رسمـتْ
أسرارُهُ ثغرَ مـنْ أجـرى مجاريهـا
هناكَ غنّى الصّبا بوحاً ركنـتُ لـهُ
وكنـتُ قبـلَ مجيئـي لا أدانيـهـا
غُدُوُّ أصـلٍ، وميقـاتٍ
وبعـض رؤى
وأصـلُ رَحْـلٍ
وعيـدانٍ سأذكيهـا
ونفْخُ صُورٍ أرى فـي الليـلِ جولتَـهُ
أذكِّـرُ النـاسَ لـو أجنادهـمْ فيهـا
تمائمي عَصَبٌ فاقـتْ ذهـولَ يـدي
وبعـضُ أجنادهـا صمـتٌ يُزكّيهـا
ألوّحُ الصمتَ محرابـاً وقـد نسجـتْ
منهُ الخيـوطَ دمـوعٌ فـي مواقيهـا
اللهُ كم نزلتْ رحْلـي علـى عضـةٍ
وكنـتُ قبـل ذهولـي لا أواليـهـا
مسعايَ في الأرضِ حِصْنٌ لا بديل لهُ
إذا تشمّـرَ خـوفٌ فـي مطاويـهـا
أنا البديهـيُّ أقلامـي حَـوْتْ سُبُـلاً
مـنَ القصائـدَ تحكـي مـا يلاقيهـا
أردُّ للنخـلِ مـنْ شرقـي منازلَـهـا
وأستريـحُ إذا مـا جئـتُ أفديـهـا
عيونُ شعـري إذا حـادتْ فمنزلُهـا
هذا الغنـاءُ الـذي أضحـى يواليهـا
أكونُ حُرّاً،
وأمشـي مشـيَ طائفـةٍ
من الحواري علـى ضلـعٍ يؤاخيهـا
أعــودُ منتمـيـاً للصـبـرِ لا دُولٌ
ولا ديـارٌ هنـا تنسـى مؤاخيـهـا
آخيتُ نفْسيْ،
وكأسَ الناسِ عن سعـةٍ
وقلتُ للطيـرِ كونـي مـن مجاليهـا
إنّي تركتُ على الأبوابِ مـا بَرِئـتْ
منهُ السمـاءُ،
ومـا أخفـتْ مخابيهـا
_________
* مدينة شمال الأردن