غزل الذاكرة



رَطْبٌ على حبل الغسيلِ كلامُها
والعابران صلاتها  وصيامُهـا
والمسعفانِ قصيدةً في ثوبهـا
سَنّا كلاماً
فاشتهتـهُ  رئامُهـا
وقفتْ هنا
وقفتْ هناك
فزانهـا
أنّ القريضَ كتابهُ أجرامُهـا
فتأنّث الماضي مكـان  غزالـةٍ
الله كـم تُجلـى لهـا  أيامُهـا
لا يُندبُ المطرُ القتيـلُ مخافـةً
فالمولِدانِ سماؤها وغمامُهـا
كنا على حبل الغسيلِ  جسـارةً
نمشي،
فخاف مديـدَهُ أقوامُهـا
حتى إذا ركنَ الخفاء إلى الردى
قال الفتى: يا ريحُ هذا غرامُهـا
أين السبيلُ وأقفرتْ فيه  الخطى
أين الدليلُ تعـوزهُ أحلامُهـا؟
لشؤونها رقصتْ منازلُ  غيمـةٍ
نزّاعةٍ للحـبِّ
هـذا  مقامُهـا
أبصرتُها تمشي كـأنّ جمالَهـا
للماء مولى
والندى  أحلامُهـا
فتألّمتْ من جرحها الريحُ  التي
خفقَ الهوى فيها
فعزَّ مرامُهـا
لم نلمحِ الإيقاع يُسْقِـمُ  لحنـهُ
حتى توارى في القلوبِ شآمُها
لو تعرفُ الأيامُ عتمـةَ إصبـعٍ
ماذا تحيكُ لزُلزِلـتْ أقوامُهـا
أو تعرفُ اللغةُ الطريـدةُ أنهـا
تخفى،  لأسكرني الغيابَ فطامُها
وأنا القتيلُ أخافُ من نسيانهـا
وأخافُ إنْ شقشقتُ يَشقَ ملامُها
وأخافُ من زمنٍ يُكَبُّ  حطامُـهُ
فوق الأسى
أو يُسْتَرَدُّ حطامُهـا
وأخافُ من سُكْري منازلَ ميتةٍ
تشوي القلوبَ
وشهوتي آثامُها
فأظلُّ في سُكْري وعربدتي  كما
تنسلّ من ريق الندى أقلامُهـا
أمليتُ رغم الريح أسراري،  وما
أخلفتُ وعداً يوم صُبَّ مُدامُهـا
هيَ صدّقتني
حين كذَبني الهوى
وكذبتُ حين نطقتُ ماتَ غرامُها

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x