أنا ما ولدتُ لأحيا جبانا



تخفّى
وسرّبَ قهري
وعانا
وكان يرى بوحَ ريحي عِيانا
فكِدتُ أبدّدُ صمت الثريا
وتهبطُ خوفاً عليهِ خطانا
لئلا ترقُّ الحواشي فيهذي
وأهذي كذلكَ في منتهانا

أدمتُ على الدربِ سيرَ لهاثي
فأوجزَ عِرقَ الخُطى مبتدانا
وجاورتُ ظنّي بلعبة ريحٍ
وجاورتُ غيميَ حتى يرانا
هناك التقينا بِعنّاب لفظٍ
تناهى بسردٍ طفا أرجوانا

قليلي موشّى
وذو الماء يبكي
وكُلّي منَ الصمتِ يوماً جفانا
فتحتُ لهُ سيرةً بانفراجٍ
بفُرجةِ عُمرٍ صَبا في رؤانا
فأخلدَ تحت الرياشِ وسوّى
جناحَ الخيالِ
وفي الحلم لانا
فقلتُ لهُ: يا دمي لا ترائي
أنا زلة الطيفِ
هذي يدانا
تميسُ برحم الكلامِ احتجاجاً
وتهوى من الجارحاتِ غِوانا

هنا ليس لي ما يُداري نهاري
إذا الوردُ عانق فيهِ الحِسانا
لأنَّ البلى في الوضوحِ جهاراً
غموضُ يدٍ
يا وضوحي كفانا
نماري الخفاءَ أمام المرايا
ونعقِدُ فيهِ الصدى تُرجمانا
بدأنا سراجَ الجَمالِ بنارٍ
ونارِ الحقيقةِ إذا لا ترانا

هنا نحنُ نسبحُ في كلِّ جنبٍ
ونعرى كما الريح تعرى عَيانا
ويكفي سقوطُ الجواهرِ خطفاً
ويكفي الذي في الغياب تفانى
فقد جاورتنا على كلِّ جرحٍ
بلادٌ أتى سعيُها أفعوانا
فخطنا ثيابَ الجُمانِ اختلافاً
وعشنا نقهقهُ نَسلاً لسانا
وجئنا فرادى على بابِ جمرٍ
كلانا يُخاطبُ سرّاً فلانا

كذا الشعرُ يبدأ من غيمتيهِ
ويُدركُ أنَّ السراب احتوانا
فلا أنتَ أنتَ
ولا أنتِ أنتِ
ولا أينَ لي
لا جفاءٌ جفانا
فقد صار فينا الذبيحُ غريباً
وصار الفِداءُ هنا مُستهانا
فناموا إذنْ، السّريرُ يُغنّي
حياتيَ تأبى الكلام هَوانا
وتأبى الخنوعَ
وذو الصقر يشوي
رياشَ الأوانِ جوًى أو طِعانا
فيا مُنزلاتِ القصائدِ حزماً
أعيري إلى كلِّ حزمٍ بيانا
هنا الحبُّ يُقبِلُ مع كلِّ حرفٍ
هنا في الحروف أزفُّ الجنانا
وأتركُ ريشَ الحوار، وأمشي
أنا ما ولدتُ لأحيا جبانا

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x