وسأذكُرُ الاسمَ القريبَ من الغُوايةِ



وسأذكُرُ الاسمَ القريبَ من الغُوايةِ
يا داميركا يا ابنة زاغرب
وسأذكُرُ الجيرانَ
والغلمانَ
والقصفَ الجميلَ على أساور حاجتي

بابي فضاءٌ
ليس مفتوحاً لغيركِ
غير أنَّ الجارة الشّقراءَ
كانتْ تحتفي بصبابتي في الحلمِ
أنْ أروي لها في الحلمِ إيقاعينِ
من رمّانِها
اعتذرتْ
فمالتْ
فانكمشتُ على رصيف البابِ
قلتُ لها ادخلي
دخلتْ
فأنبتنا معاً شجراً
ويعرفني تماماً بعد كلِّ غوايةٍ
قلتُ اخرجي
خرجتْ
فأنطقتُ الستائرَ
يا ستائرُ جملتي وقفتْ على زنّارها
وعلى يسارِ البابِ ثمّة سينما اسمها " دوبرافا "*
شاهدتُ فيها ذات ثلجٍ
قصّة لجنون عاشقةٍ وعاريةً تماماً
خانها ظلٌّ
فراحتْ للحقولِ تقولُ: يا ويحَ الزّغبْ
وعلى يمين المسرح العبثيَّ
ثمّة طائشونَ مغبّرونَ
تعرّجوا يوماً على بابي
فألقيتُ الخُطبْ
وأنا قليلاً يا داميركا ما تحرِّكني الخُطبْ

في نشرة الأخبارِ
بعضُ النقصِ في الأفعالِ
والميزانُ في المنفى بلادٌ جرّدوها
من غزالات الصّباحِ
وكنّسوها من حجارتها العتيقةِ
كان حارسُها ينادي: أينْ عكّا؟
أين بحرُ الأبيضِ المتوسّط؟
أين رملُ الأرضِ
فستانُ العروسِ
وأين خيلُ بني الشّفاهةِ
والخببْ؟
أين العرب؟
في نشرة الأخبار
شيءٌ مُحتجبْ!!
أو علَّقتْهُ النائحاتُ على الخشب!!
أو صوّرتْهُ الطائراتُ كما تشاءُ
وقالت: المعنى هنا في الأرجوانْ!










_________
*سينما في مدينة زاغرب عاصمة جمهورية كرواتيا

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x