أفنيتُ عمري



أفنيتُ عمريَ
والتمسـتُ  نهارهـا
وسكنتُ شعريَ مخفيـاً  أشعارَهـا
ورحلتُ في عبـثٍ أرتّـقُ ساحـلاً
حجّتْ لهُ الدّنيـا
فخـانَ جوارَهـا
فسألتُها اللقيا ومـا صَبْـرُ  الفتـى
في الليلِ يُضمرُ ناسيـاً  إضمارَهـا
قالت وما سُكْـري روى  أهزوجـةً
أهديكَ من جمر الخطـى  آوارَهـا
أهديكَ صَبْرَ الريح في مدنِ  الصدى
حتى تريحَ مِـنَ الحقيقـةِ  غارَهـا
وغدتْ تشعُّ بنور مـا حذفـتْ لـهُ
أطيانهـا
ومسارهـا
وثمـارَهـا
فاستسلم الفردُ الذي فَـرَدَ الحصـى
للطينِ،  واختـار الفتـى  أقمارهـا
فرمتْ إليهِ النايَ يعـزفُ  عاصفـاً
لحنَ الصّفا، ويَشُـدُّ لـي  أوتارَهـا
كم لاح لي برقٌ، وشنَّـف حاجبـي
رمشي، وأطلقَ في المسا أبصارَهـا
حتى ترى العشّاقَ في ساح  العيـونِ
يُعمِّـدونَ سراجهـا وشَرارَهـا
لكنّهـا نهضـتْ، ويمَّـمَ صبرُهـا قلبي
وقد حَبَسَ السجيـنُ قرارَهـا
وجميلةً كانـتْ
وكنـتُ  أزورهـا
والبابُ يشهدُ في الغِـوى زوّارَهـا
ويمـدُّ نـورسَ حضنـهِ لقدومهـا
وينام إنْ أرخـتْ هـوًى أستارَهـا
ويرُدُّ عن صدر الطريـقِ  منـازلاً
حتى يريح مـن الحيـاءِ  إزارَهـا
وإذا أطلَّ الفجرُ يضحـكُ  شاديـاً
...في النصِّ أنثى جـاوزتْ أقمارهـا
هيَ من رياشِ الشعرِ صوّبتِ الرؤى
مرمى البصيرةِ أنْ تَشُـقَّ  دثارَهـا
وتقيـلَ وزرَ وشايـةٍ مـنْ جـارةٍ
وتـأزُّ خلسـةَ مائهـا أطوارها
ليرى المدارُ نجومهـا فـي  حلـةٍ
تاهتْ، ويسرجَ في الجوى  أسرارَها
أهلـي وإنْ دفعـوا إلـيَّ  مآلَهـا
ألفيتُ في صمـتِ الصّبـا آثارَهـا
وبكيتُ نفسيَ في قصيدةِ حاضـري
ونسيتُ مـاضٍ لا ينـي  أخبارَهـا
منذ انتهى قمرُ المدينةِ
فـي  الريـاحِ
...رأيتُ في متنِ الخرابِ حصارَها
فرجعتُ أستجدي دمي  وصحائفـي
وأعيلُ في حِجْـرِ الكتابـةِ  نارَهـا

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x