عُدْنا إلى الحيِّ لـم نخلـع لـهُ سببـا
عدنا بكأسِ النـدى، فاجتازنـا وأبـى
إذْ أُبرِمـتْ لغـةٌ كانـتْ علـى يـدِه
مثل النسيجِ، فضاعتْ في الغِوى أدَبَـا
عُدْنا إلى الحيِّ
نحو اثنين،
فارتبكـتْ
أشجانهُ الرّيحُ،
لم يلمـس لهـا نَصَبـا
حتى إذا استيْأس الشعرُ الذي خَبَـَزتْ
منهُ العجينـةَ أوراقـي، دنـا وَصَبـا
فقلتُ للحيِّ: كمَ كـان الرصيـفُ لنـا
يرعى العبورَ، وكمْ منْ خطوتي انتصَبا
فقالَ:
وَهْـمُ السّحـابِ
الليـلُ دثّـرَهُ
وخلّفَ الدمعَ تحـت العيـنِ مُنسكبـا
شاءتْ قيودُ دمـي شوقـاً، فأودعهـا
هذا الجمالَ
فصارَ الشّوقُ لـي نَسَبـا
شـاءتْ فأفردهـا صبـرٌ، وأرّقـهـا
من كان يركضُ فـي خاناتهـا خَبَبـا
سفحي طريدُ يـدي
كلّـي،
ومـوردُهُ
ما كان غيـبُ دمـي يحتاجُـهُ لقَبـا
إذ أنجبَ الرمزُ قلبَ الشعـر
غايتُـهُ
أن تنحني الريحُ لو غنّى لهـا طَرَبـا
عُدنـا
وكـان هنـا سقـفٌ
وأذكـرُهُ
هل غادر الجوَّ مـذ كومتُـهُ حَطَبـا؟
عُدنـا
وعـادَ شتـاتٌ فـي قيامتـهِ
رملُ الخيـامِ علـى أوجاعـهِ، وَكَبـا
لم ينهض الموتُ
ما كان الفتى حدثـاً
ولم يشبَّ
ولـم يُحـدِثْ هنـا لجَبَـا
ولم يغرِّبْ لنـا لحنـاً
ومـا خطفـتْ
أحجارُهُ السّورَ
ما وارى لـهُ قَصَبـا
موتٌ على ركنِ هذا البيتِ
كـان بـهِ
شيءٌ من الخوفِ
فاجتاز الخطى ضَبَبا
حتى إذا راقَ للمـاءِ انمحـى
عجبـاً
بابُ الحكايةِ
إذ صاغ الهوى ذَهَبـا
فقلتُ للبحـرِ لا ترقـمْ غيـوم دمـي
فقد توالى الهـوى فـي جبّتـي أدَبَـا
فمـال نحـوي بنـاءٌ
كـان ملتحفـاً
ريحي، وغنّى
لشعبي جئتُـكمْ سَرَبـا
أنـا الكليمُ
وروحي للفتـى لغـةٌ
إنّي فككتُ يـدي عـن سردها
عجبا