ولأنها الأرضُ التي نقصتْ



ولأنها الأرضُ التي نقصتْ
أعودُ لأجبلَ الصلصالَ
أُشرِك شطحة الأولادِ بالفعلِ الأخيرِ
وأقتفي أثر العراةِ
وهمْ يَخْطُونَ في بلدي
ولأنها الأرضُ التي ذوّبتُها 
كالملحِ في كأسي
جمعتُ لها منَ الأحلامِ سُكّرها
ومن أكبادِ حَيْرتِنا خطى نهرٍ
يتوهُ كغصّةٍ في حلقِ مُبتعدِ
ولأنها لغةٌ يمارسها الشقيُّ
أذوبُ في نعناع أغنيتي
واستهدي الطريقَ
هيَ الطريقُ
وقد تعمّى طحنُها
فأخذتُ حكمتها إلى بيتٍ فقيرِ
وأنا هنا
وهناكَ أستشفي
لأعرجَ مع لغاتِ الأرضِ قبل رحيلها
وأضارعُ الإنسانَ:
لا تتوسموا في آخر الصحراءِ ألف غمامةٍ منصوبةٍ
تقوى على جسدي
ولأنها بلدي
أضارعُ حاجةَ اللغةِ الأخيرةَ
أحتفي بالغائبِ الظمآنِ
أرشِدُهُ إلى وترٍ قديمٍ
كي يؤثّثُ سيرةَ النصّ المفاجئ
ها هنا إبرٌ لثوب الكائناتِ.../،
وقوسُ غيمٍ شاردٍ بالزمهريرِ.
وهنا أنا
متسلحٌ بالغائب الظمآنِ
أسترعي انتباه المارقينَ على مقابرنا القديمةِ
كي يظلَّ السوسنُ البريُّ أطولَ من عروقِ النائمينَ
ولا حيادٌ للجريدةِ.../
حينَ تُنذرُنا لبوحِ الذاتِ
نكتبُ: لا تراجعَ
عن أنوفٍ مثقلاتٍ بالخضوعِ لرملنا وهبوبِهِ
ومسلةِ الذكرى إذا جئنا فرادى!!
وأنا هنا
 أسترشدُ المعنى الوليدَ على بيان الحرفِ
أمهِلُهُ
لينجوَ منْ مطبّاتِ الفراغ
ومن رصيف البائعين القابضين على الحياةِ
لينتمي سرداً لفقهِ الناسِ منْ نورٍ لنورِ

ولها الجفافُ
مَحاقُ أزمنةٍ
وأمكنةٍ
.../ وعائلةٌ تخلخل حائطاً للنومِ
سكّانٌ يردُّونَ الغبارَ إلى نواةِ القمحِ
يستثنونَ جمهرةَ الطيورِ على الأرائكِ
خلف طغيانِ المدى
ويؤثّثون البحرَ بالكافورِ
ولأنّهم حيرى وراء محيطهِ الأبديِّ
أشعلُ نصفَ مرآةٍ على جدرِ الحكايةِ
أو أبادرُ مثل ما كانت لهُ الأيامُ طاحنةً
منازلَ شِبهَ عاريةٍ وناصبةٍ
وألويَ حاضري عن صفعةٍ أولى
لهذا الصّقرِ
أرجئهُ إلى كأسٍ خليطيِّ المزاجِ
تجاهَ البحرِ
هل فُرِطتْ روايتُهُ عن المأثورِ؟!!
أمْ كنكنَ المعنى.../
وطيّبَ خاطر السّمكِ المُقشَّرِ مع شراعِ الموجِ
متّخذاً سريرتهُ منَ الماءِ الغزيرِ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x