أسباب مزجاة



سأظهرُ فوق سردي
ثمَّ أنظرُ للممثلِ في الحديقةِ
كيف يرقصُ رقصة الدّوريِّ 
في فخّ النصوصِ
ولا يعي خبراً لراقصة البنفسجِ
وهي تذوي كالهواءِ على بساطِ الأرضِ
ينشطُ خلفها ولدٌ تكحّل بالمرارةِ
والبناياتِ المعتّقةِ التي ظهرتْ 
على الشاشاتِ
لَمْ أدفعْ لهمْ صور المخيمِ...،
كنتُ أحفظها
وأعرفُ بصمة الإخراجِ منتسباً 
إلى سور الحقيقةِ
ها هنا رئةٌ
وقافيةٌ من الحزن المعمّد بالضحايا
والمرايا جثة الأسفلتِ حين تفيض أيامي
فأمشي نحو مقصلةِ السّكوتِ
وأحتوي طفلاً على ثدي الطريقِ ينامُ
مَملوءً بطائشةِ الطبولِ
ولا أبدي لهُ سبباً
وإنْ خرجتْ عن الأسفلتِ قاطرةُ المُصوِّرِ
عن سبيلي

ولي أنْ أتبع السببَ الأخيرَ من المرايا
ثمَّ أعرجُ نحو قصر الطينِ منفرداً
وأتبعُ في رهان الموتِ أسبابي
وأجْدلُها على حبلٍ من الكلماتِ
أرقمها بماء الأرضِ
لا أخلو إلى جسدي
وإنْ ثقلتْ على الصفصافِ أغنيةٌ
سأتبعها
وأرحلُ نحو باب العشقِ مملوكاً
إلى السبب الأخيرِ
وأقتني سبباً جديداً
ليس يظهرُ في القراءةِ والكتابةِ
 كان منسيّاً
وخايلني على ظهرِ القصيدةِ
قلتُ أرشُدُهُ إلى كأسي
ليملأ مقلة الفجرِ القتيلِ

ول
ي أنْ أتبع السببَ الأخيرَ
أعيد للإنسانِ سُمْرتَهُ
وأمشي باتجاهِ الرّملِ والصحراءِ
يا شعراءُ ...
أعطوني برادة معدنِ الأشياءِ
كي أمضي إلى المنفى الأخير...
إذا استوتْ لي نهضةٌ بدويةُ المرعى
وأنهضَ بالدليلِ
ولي نصفي
لكمْ أسماء قافيتي بحرف الزنجبيلِ
تماماً...
مثلما فعلَ ابن أيامي
وشى بالغيمِ منقولاً على ظهر الحصانِ
ونامَ يسألُ في القبائلِ عن جريرتهِ
فما التفتتْ يداهُ
لتستريحَ من المساءِ
وما تأخّر عن فصولي

تماماً...،
مثلما فعل ابنُ جِلْدتنا
رأى ذئباً وصدّقَ أنَّ ريشَ الخوفِ جاورني قليلاً
أيّها المعنى تمهّلْ
ليس يُنجيني ذهولي

ولستُ أريحُ منزلة الفتى
عن لقطةٍ عربيةٍ
صعدتْ إلى بحرٍ من الجوريِّ
حانَ لهُ الكلامُ
فما استقامَ
ونامَ قربَ حقيقةٍ ثكلى
وعاينَ خلوتي
وقضى بسردِ الحلمِ عنْ جعةِ النخيلِ

ولي نصفي
ووقعُ حمامةٍ مرهونةٍ
لحوار قهوتنا على حبل الغسيلِ
ولي أنْ أتبع السببَ الأخيرَ
إذا عرجتُ إلى الرصيفِ
تكلّمتْ أرواحنا
أرواحنا مأوى لعابرةِ السبيل



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x