مياه النص


مرضٌ وأعقِلُ
لو تلفّتَ لي رُعاةٌ
أو تفلّتَ لي غزالُ
ولديَّ
كمْ ذهبتْ إلى صبر المحبِّ فتاتُهُ
وتغزّلتْ
وسقى رهانَ يد الأمومةِ غيمُها
وتنزّلتْ
مثلي على مَهَلٍ
فأرّقها النّزالُ
وأعودُ أدرجُ بالمياهِ على صحيفتيَ الأخيرةِ
ثمَّ أقرؤها على مَهَلٍ
فيلقى سيرتي ولدٌ
وأحسبُ أنّني أمّمتُها وحدي
ولم أشجبْ عراءَ الريحِ
فانحازَ الزُّلالُ

وتشيخُ أنثى الأرجوانِ
كأنّها ولدتْ لتهرمَ
والحياةُ كما الحياةُ تصابُ بالدّورانِ
إنْ هبّتْ عليَّ ظننتُها مثلي تريدُ سلالة الأرحامِ
أو موتاً
وأنهاها عن الذكرى
لأسْلَمَ من سؤالٍ جفَّ لو عِرْقي تمزّقَ
وانتهى القمرُ الوحيدُ على يدينِ من الترابِ
وكنتُ حدّثتُ الغبارَ عن الرصيفِ المُستَفِزِّ
وعنْ حبوبِ الحَمْلِ
بكّاني
وأحدثَ شرْخَهُ المعنى
ولم ألمِسْ صبابة ريحنا
لأعيثَ بالأرضِ انفلاتاً من جنونِ النّاسِ
إذ قصروا صلاة الليلِ والإيماءِ
والصحبِ الذينَ تحيّزوا لضلالتي
إذ مرَّ بي شيخٌ
وصلّى خلفَ نافذتي
فأهملَهُ الجلالُ

وكأنَّ لي
ما يُشبهُ التيار في حلقاتِ تشكيلِ الحياةِ
أنا الجنوبُ الأخضرُ الهادي
ولي هذا المزيجُ من الكلامِ
وسردُ تفّاحٍ على باب القصيدةِ
قاد لي أمماً
ولي خصرُ الطيورِ إذا تفتّقَ ليلُها
وغدا بملحِ الماءِ
كُنْ مثلي ومائي
وانتبهْ.../
...، الصابئونَ هناكَ قد عقدوا عليكَ لسانَهمْ
والطيرُ مثلُ الريحِ تحفى للرجوعِ
إلى مقام النّارِ إنْ صَعُبَ المثالُ
وأشيخُ
لا إلفي قريبٌ من سمائي
...أيّها الحجرُ الذي وُجِدَ المكانُ على يديهِ
أنا المدانُ الحُرُّ
أولادي رموا زرعي إلى فوضى الرّمادِ
وحلّلوا وسْمَ العبادِ بقلّة الإعياءِ.../
فانفرط الجمالُ
كم وطّنوا جسدي على خيلي
وكنتُ أُريحُهمْ
ويدي تثيرُ ترابَها
والفجرُ أوّلَني
لينساني
وأنساني طلاوتَهُ على مَهَلٍ
على مَهَلٍ يُقالُ!!

لم تلتزمْ لغتي الحيادَ
كأنّها لغتي
وتعرفُها المنازلُ
والنبيذُ مطاردٌ
والأرجوانُ وصيُّ أولادي
هنا عبروا خداع الخوفِ إذ عبروا
ويُخلَقُ من جريرتهمْ سؤالُ
_ منْ وضَّأ المنفى بإيقاع الحياةِ
وقدَّ من سُرُرِ الكلامِ رهانَ أسمائي؟!
أنا البدويُّ
والقمريُّ
أشيائي نهايةُ هذه الأصواتِ
في غُرفِ القصيدةِ
لو تراجع عن حراستها الكمالُ
كأنّهُ في الضوء عرّافاً تأكّد من خُلوِّ الزيتِ
فامتهنَ الخطوطَ
لهُ المرائي كلُّها
ولهُ الغيومُ تشيعُ عن أبدٍ
ويحرسُها الضّلالُ

وسحقتُ جيبَ الريحِ
لملمتُ السؤالَ...،
على القصيدةِ أنْ تشمّرَ عن رموزيَ
لو تخيّلني الخيالُ
وسحقتُ جيبَ الريحِ
أمرضني الحيادُ المُرُّ
أمرضني حنينيَ للخلودِ
وقِصْرُ هذا الثوبِ
في المعنى
إذا نُصِبَ الجدارُ المُستعارُ
وعمّمي شمسي
لأدخلَ في القراءةِ
لو يجيءُ القلبُ من جهة الحياةِ
لأوسعَ الأرضَ ابتكارَ العشبِ
عنْ جهةٍ يحاججها الشمالُ

خلْوَ المساكينِ القدامى
ينهضُ العبثيُّ عن صمتِ السببْ
فأمرُّ جنبَ الموتِ
هل دفنوا من الملهاةِ بعض رتابة الأشياءِ
أمْ عبروا إلى الغيمِ
استجار الماءُ منْ أوصافهمْ
وخلا إلى نفْسِ الطبيعةِ
يا لملهاةِ العربْ؟!.
المُوْرِقانِ هُما.../،
وملحُ الأرضِ بعدكِ ما استجارَ
وهلْ يُجارُ البيتُ خلْوَ قصائدي
وعُلوُّ شأنِ الناسِ يكْثُرُ فوق فكرتنا
فأعتقها، لأمشي في تضاعيفِ الرُّطبْ
باعدتُ بينَ عذابِ أيوبَ الذي فَقَدَ الأصابعَ
وانسحابِ الموتِ عن كَتِفِ الرصيفِ
وكان يمشي قربَ خاتمتي
ويربطُ تحت نارِ قِراهُ أسئلةً عن الصحراءِ
هل مرَّتْ خيولٌ تسحبُ الأسماءَ
مِنْ شرفاتها، أمْ مرّ بي عبثٌ مُحالُ؟!!

ويظلُّ يُمْلِحُني الجلالُ
فأستقيمُ على الطريقةِ
أرتوي عطشاً
وأرفضُ أنْ أُصلّبَ في جذوع النخلِ
أو ينحازَ عنْ جهتي القتالُ
لا أغيِّرُ من ضلوعي باعتقالِ الخوفِ
أو توصيفِ داليةٍ من الخمرِ البعيدِ
أنا القريبُ
وإنَّها لغتي
وآخرُها الكتابُ
وأستريحُ كأنّ لي باباً
فأدخلُ من تضاريسِ العذوبةِ قطرةً أُولى
ومنْ متنِ الهوى لي قطرةٌ أخرى
ويربكها الحرامُ
وإنّها لغتي على سعةٍ
ويَنْسُجها الحلالُ

وعزفتُ عن وتري إلى جهةٍ
وتُغْمَضُ عن جهاتِ الروحِ أوصافٌ
نمارسُها عياناً في ضحى العشّاقِ
ما وهبوا لها
فأذنتَ لي
ولديَّ من أسبابها ما يجعلُ التكويرَ من أعرافها
ووقفتَ محميّاً بأطرافِ القبيلةِ
لا عليكَ
تَبدّلَ القوسُ
انتهى بهويةِ التكوينِ
وابتدأ الغِلالُ

مرضٌ
ويَنْقُصُ عن يد المَصلِ
...، الأسرّةُ شبهُ خاليةٍ
وأدفعها إلى الأنثى
لأسندَ لازوردَ الأرضِ
دهشتنا إلى حدثٍ نمارسهُ
إذا عُدنا إلى بيتِ البيوتِ
وكانَ في المنفى حوارُ النردِ للنصفِّ الأخيرِ
من الحكايةِ
يا طبائعُ...//،
هرّبي جسدي ليرتفعَ الخِلالُ
...، يا بساطَ الأوسطِ البدويِّ
هل مرّوا
لأعرفَهمْ إذا نقصَ المقالُ؟!.
من يضبطُ الورقَ المُلوّنَ عن جموح الشرقِ
يا إيقاعَ سيرتِنا؟!،
وقد عَرَجَ البهيُّ إلى السماءِ
هناكَ لم يلفظْ من الصور القديمةِ
غيرَ ما رسمَ المعلّمُ من خلالي
يا خلالُ...//، أنا المديدُ رأيتُ في قفصِ الغريبةِ
ما يراودُني عنِ الأيامِ
 كانتْ غيرَ واعيةٍ " سُلافةُ " للرحيلِ
عن التشظّي
غيرَ واعيةٍ لمسماري على خشبِ الصليبِ
وغيرَ واعيةٍ
فقامرَ في أجندتها الوصالُ.

وأنختُ ركباني على جبلٍ
لأربِكَ نرجس الفوضى التي فقدتْ كتابتها على الأشجارِ
لو مسَّ النهارُ حصافتي
لتهلّلتْ بِشراً غيومُ الوقتِ
_ كُنْ ملحاً على عشبِ الطريقِ
ولا تناجي عزلةَ الغزلانِ في المنفى
إذنْ
لو أنني
وغزلتُ
بعضُ رجاحتي حبرٌ
وعقليَ نصفُ أسرارٍ مُعلَّقةٍ على حبلِ الضياءِ
وجدتُ للأسرار نكهتها
فعاجلني الكليمُ
أنا الكليمُ
فعُدْ لي بالرسالةِ
حالتي وترٌ
وأعزفُ خلوةَ الأبناءِ لي
ووجدتُ أهلي يذبحونَ الشاةَ للمرضى
فهلْ ترضى
.../ العمارةُ أنْ تضجَّ بما وراءِ الطوبِ
لو خرَّ المآلُ؟!

كَدَرٌ
وبوحُ الطفلِ مخرومٌ
وعاد لأهلهِ
ربحوا تجارتَهمْ
وسيق الطيلسانُ إلى وجوهٍ شبهِ ناحلةٍ
تخرّقَها الوجودُ
فعمَّتِ الفوضى
وصفاهُ التغيُّبُ
والتكسُّبُ عنْ رذاذ الغيبِ
عاد لأهلهِ
وأنا المُعلِّمُ
ألمَعِيُّ الوعيِ
حَذْرُ السّيْلِ في الوادي الغريبِ
أقيمُ أسبابي
وأتبعُها لأمسكَ إنْ مرضتُ عرائضَ المقهى
وأُشْمِسُ ما أريدُ من الحليبِ
...، وأنا المُعلِّمُ يا حبيبي
دُختُ في أثر الكلامِ
مصانةٌ طرقي من العبثِ الغريبِ
ولم أُخاتلْ  خلفَ خافية الدلالةِ غيمتينِ
 يُتاحُ لي ما كنتُ أخلفهُ على اللحمِ الذي
وسعتْهُ أحلامي
ويَخْلُفُهُ التقلُّبُ والسّعالُ

...، وأُشالُ من رَقَمٍ على صدرِ البيانِ
أَخُبُّ في تشرينَ خَبَّ العالقينَ
وأشتري سَلماً معاطفَ للحنينِ
يجيءُ منتصراً إليَّ
كأنّهُ قَدَري
فأرحلُ
هلْ سترحلُ أغنياتُ الطائر المحبوسِ
في رئتينِ
منْ نَفَسٍ
وماءْ؟!
وأُشالُ وحدي
أيُّ شهرٍ أعطياتي فيهِ ريقٌ خافتٌ
ومدائنٌ
بينا الردى حجرٌ على...،
وأشالُ
أينَ الاستواءْ
بينا أنا
وكذلكَ البدويُّ
نركضُ في البكاءِ تجاه مولانا
نُسمّي الأرجوانَ بألفِ إثم
ثمَّ نمنحُهُ الخروجَ عن الكتابةِ صافياً
ومباركاً
ونقيسُ بين الرُّكبتينِ
لأننا شئنا التشتُّتَ في العراءِ
وخلفنا تتراكضُ الأحوالُ
.../ والأهواءُ منطقةٌ لمسألة اليقينِ
إذا تشعّبَ شعبُنا
والرمزُ أملَحَهُ الكلامُ على البسيطةِ
في قطاعٍ واسعٍ ومؤنَّثٍ
.../ عفويةٌ هذي الخطوطُ...،
ألمْ تتشتتِ الأحلامُ عن مرضٍ
ويسقط خلفَ غزوتها الجدالُ!!

ونكونُ في مقهى
على الطرقاتِ نكشفُ عن حِسابِ النّاسِ
هذا ملحميٌّ
ذاكَ من ورقٍ
وتلكَ...،
نراهنُ الأفلاكَ عن دورانها
نصفو
ونتخذُ الكراسي حيث ما حلّتْ
وأوجزها الهواءُ على الطبيعةِ
هلْ نمرُّ كأننا مرضى
نديرُ مسلسلَ الطرقاتِ في إغماضِ شهوتنا
ونعرقُ إذ يصيرُ الليلُ كشّافاً لحنكتنا
ونحنُ كذلكَ الرأسُ الزجاجيُّ
اظهري.../، وعليكِ ألفُ وشايةٍ يا أنتِ
هل ندِموا
أم استوحشتِ فانكسرَ الهلالُ؟!

ونعودُ للمرضِ الذي
...وتهيّجَ المعنى
اقتفينا نسبةَ المبنى إلى معناهُ
فانزلقتْ حروفُ المدِّ عنْ دولٍ مقفاةٍ
ومزجاةٍ إلى دُولٍ...،
كذلكّ حاقَ بالسردابِ بعضُ الضوء
فانفلتَ البدائيُّ، التفتنا...،
ثمَّ أبصرنا الشمالَ مُقَصِّرَ الرأسِ
ومنْ أخدودهِ بَصُرتْ ملاعِبُنا وقوفَ الناسِ
...، والحكّامُ منفيّونَ منفيّونَ
لا يألونَ شكلَ تخبّطِ الكرةِ القديمةِ
والسّماءُ كأنّها بَصُرَتْ بنا...، 
ونعودُ للوطنِ الذي لعِبتْ بهِ الأنثى
ونصفُ قصيدةٍ حبلى
ومرآةُ الحياةِ
وسكّةُ التأويلِ
والشعراءُ مثلي حرّضوا العشبَ السعيدَ على السعادةِ
لم أُصنّفْ آخرَ النّقادِ
إذ قَصَفوا منازلَ نكبةِ الأسماءِ
لا كانوا
ولا مَرِضوا
فعندَ الماءِ يُكتبُ أوّلُ الغرقى
ويغرقُ في مياه النصِّ مثلي شاعرٌ جوّالُ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x