هُزّي النخيلَ
وقومي كيف لم تلـدِ
يا ربّةَ الشعرِ
والإيقـاعِ
والجسـدِ
هُزّي النخيل
أعيلي أمّةً جَزعـتْ
ما دام تحتكِ إعصارٌ مـن الجَلَـدِ
وقفتُ أرعى نخيلَ الأرضِ
يا لغـةً أعيتَ حصانَ الندى
بالفضلِ
والمددِ
لم يكتبوا جَلَداً حرفاً علـى سَعـةٍ
بل شرّقوا الغيمَ إيقاعـاً لمجتهـدِ
قالوا تكسّرَ فـي بغـدادَ شارعُهـا
فقلتُ هل من نفيرِ الموتِ غيرُ يدي
يا شرفةَ النارِ أحصيها
وإنْ خمدتْ...
يخفى علينا الذي في الصّيْقلِ الفَرَدِ
هم هيّئوا الأرضَ للإيثـارِ منزلـةً
ونحنُ نمنا عـن الإيثـارِ والمـددِ
يا ربّة الشعـر
هل أوقاتُنـا دُولٌ
وهل مِدادُ الخطى من فائض الزَبـدِ
نحيا على سُنَنٍ في الصمتِ موئلُها
ولا نماري الـذي يخلـو بمُعتقَـدِ
نحنُ الغثاءُ
وهمْ روْحُ الندى أبـداً
فاطّهري مدداً مـن لعبـةِ العـدَدِ
هُزّي النخيل
كليمُ النصرِ نحْسَبُـهُ
من قام يسعى إلى الدَّيّان
والصّمـدِ
من غير ما صورٍ
أو حاجةٍ
ويـدٍ
تمتدُّ نحو فضـاءِ الجـاهِ والبَـرَدِ
يكفيـهِ جسـمٌ سليـمٌ
زاهـدٌ
ودمٌ
يكفيهِ منزلـةٌ مـن واحـدٍ أحـدِ
هُزّي النخيلَ
فقد نام الجميعُ، وهـمْ
كانوا على بابهِ يسعـونَ للصّفـدِ
هُزّي النخيلَ
وقومي من سرائرهم
فما شقاءُ الذي يحيـا بـلا عَمَـدِ
ينسلُّ من كَبِدٍ فـي نومـهِ ويـرى
أحلامَهُ كسـرابٍ سيـقَ للضمَـدِ
بغدادُ عفواً
فما رقّمتُ ساريتـي
إلا لأنفذَ في قولـي
إلـى ولـدي
...كنْ حارسَ الماء في النهرينِ متّحداً
تنعمْ بذي شرفٍ من تربـة البلـدِ
وادْخِل يديكَ إلى ضَوءِ النهارِ تـر
النصرَ منعقداً فـي وثبـة الأسـدِ
واحمل حياتَكَ مدفوعاً لمن وَرِثـوا
نايَ الخلودِ،
وعاشوا الدهرَ للأبـدِ
واكفف جناحكَ عن صمتٍ
تعش أبداً
حـرّاً،
وتصبـحَ إنسانـاً بـلا أوَدِ