مَجرى الكتابة



كُنْ كالندى
هذا شتاتكَ في عيوني
يا منْ ترجّلَ عن دمي ليلاً 
وغادر في ظنوني

كُنْ كالمرايا
حين تشطحُ قطةٌ في الفجر 
تهمزُ للطريقِ بأنْ ترانيَ واقفاً 
هذا أنا
وليَ السؤالُ عن المصيرِ
وما المصيرُ سوى... يقولُ النايُ:
حارسُ دمعتي ولدٌ تأخّرَ عن جنوني
ونأيتُ عن صدري
تأخّرَ واحدٌ مثلي
ينامُ على الحصيرةِ قاطفاً للحلمِ 
يهتفُ بالخيالِ: أنا المُعنّى
فابتعد عني قليلاً يا أخي
لَمْ أرتكبْ قَدَراً من الممشى 
ولَمْ أحفلْ بماء السّرِّ
كنا  كالقصيدة لا نفارقُ بعضنا
حرفاً
وإيقاعاً 
ومنفى

أيُّ منفى...
ها هنا حجلٌ
وقبرتانِ تعتكفانِ خلف سريرة العشبِ
انتقلنا ذاتَ أسئلةٍ إلى الصوفيِّ
خاب الموتُ
لا بحرٌ يطارحُ موجَهُ عتباً 
وخضْنا كالذي فَرَكَ الأصابعَ 
واحتوى مَجرى الكتابةِ دوني

وإذا نأيتُ إلى الفصولِ
رأيتُ قمحاً في السّلالِ 
وسمسماً فوق الكراسي 
والطريقُ إلى الكلامِ كأنها البندولُ
يخرجُ من دم الوقتِ 
استريحي
يا مرايا خلف سفحِ المجدِ
واسترعي انتباه العابرينَ
إلى التماثيلِ القتيلةِ في شجوني

وإذا نأيتُ إلى السؤالِ
عن الحقيقةِ عينها
لا كأس في البرِّ الأخير من الأماني 
لا انشطارُ غمامتينِ
ولا سرايا
خلفَ باب البيتِ تسألُ عن مُجوني

غمازتانَ لطائري
ريشٌ
ومنقارٌ 
وموتي ليس يذكرهُ المُرابي
والمُرابي ليس يغبطني على خيطٍ
أسرّبهُ إلى سمِّ الخياطِ
لكلِّ شبرٍ من رحيلي
حاجةٌ لشتاتِ غزلاني
هنا
والريحُ موئلها رباطي
والرحيلُ يقولُ بابُ البيتِ:
من خشبٍ تعتّقَ حين كسّرَهُ
أخي في الموتِ
لَمْ يهرمْ أخي يوماً
ولَمْ يضمرْ لآخرِ سورة في الفتحِ
ما وصلَ البلادَ من الشتاتِ
وما تحفّزَ شاعرٌ مثلي
لمسألةٍ قضى فيها ديوني


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x