وأنا أدلِّلُ بالبكا أجفانها



قفّيـتُ قافيـةَ  
نقشتُ بيانهـا
وغفوتُ استهدي هنـا  إدمانهـا
ورحلتُ في ظنّي إلـى حانوتهـا
فأجازها، ودعا الطبيبُ  لسانَهـا
ونبهتُ ظلي إذ تهادى شاعرٌ
يمشي إلى نهرٍ يـرى  غزلانهـا
كالريح تسعى للجمالِ، وحيرتـي
مِنْ سيف شهوتها تقيمُ  سِنانَهـا
فاختارني الماضي، وقالَ صويحِبٌ
ما بالُ رسمِكَ يشتهـي صُلبانهـا
فطرقتُ أسمـعُ للخريـرِ حكايةً
منها: أبي قد صاغَ لـي أبدانهـا
وأشاحَ عن طينِ الصّبا،  فأثـارَهُ
وأقام مِنْ بَدَنِ الهـوى  أطيانهـا
فحجبتُ شمسَ البيتَ ذاتاً، فانتفى
حبرُ الكـلامِ مُصاحبـاً  أفنانهـا
هي من رواقِ الغيم تقرأُ حاجتـي
وأنا أدلّـلُ بالبكـا أجفانهـا
هي فضّةُ الجيتارِ يعزفُ لحنهُ
سيفي، ويُندي في الندى ألحانهـا
وهيَ العيونُ إذا ابتكرتُ خيالها
ورفعتُ حِجري مُقْرنـاً  مَيدانهـا
كم صافحتني في الظهيرةِ حاملاً
وجهي، وغرَّ صليلُهـا  نَدْمانهـا
فأتيتُ مِنْ وادي الصبا مُتحفّـزاً
يا الشعرُ كُنّي في السّما  ريحانها
فأنا ابتدعتُ مراكبي مـن سيـرةٍ
جَفَلتْ
وسـرَّ حديثُها ألوانها
وملأتُ كـوبَ العالميـنَ سِقايـةً
وأتيتُ أستعلـي هنـا  إنسانهـا
وكتبتُ في كعبِ الحياةِ قصيدتـي
حتى إذا رمحتْ سألـتُ  جنانهـا
من ذا يُصوِّرُ في اختلاط  حروفِنا
صورَ البلاغـةِ تاركـاً جثمانهـا؟
من ذا إذا رقَـصَ الفـؤادُ تبتّـلاً
صارَ القريضُ على الثرى تيجانها؟
فأتى عليَّ كمـا أتـى قاموسُهـا
يرعى الذهولَ  
ويشتري قمصانها
فألِفتُ قافيتي  
كما أَلِـف النـدى
وردَ الحدائـقِ لاثمـاً أفنانـهـا
وذهبتُ مع فعلٍ من الماضي دنـا
حتى فرضتُ على الذي...
أعيانها
فسعوْا إلى سُكري  
وقالوا صدفـةٌ
قد أسرجتْ نُزُلَ الشذى  وقيانهـا
فسألتُ جِنيَّ الغِوايةِ عـن  يـدي
فأجابني ضرعـي لبـا  ألبانَهـا
مُرُّوا على عشب الحدائـقِ مـرّةً
فهنا تُريـحُ الكائنـاتُ حصانهـا
وتعي مضارِبَها ومِـنْ  أقلامهـا
جاء القديمُ   
فزوّجتْـهُ  حِسانَهـا
حولي يمورُ الجمرُ أبكي  مُشرِقاً
من بين آمـاد الخيـولِ رهانَهـا
وأقولُ يا الدِّفلى طغى من سكـرةٍ
شعري،  وعاينَ في الرمال  مكانَها
وأجاز فتوى الريح طفليَ مثلما
رمحي أجاز من العُـلا مرجانَهـا
فلمحتُ في نفسي
وسلَّ  حراكُهـا
ما كان من شمعٍ رمى...، نيسانَهـا
في عتمةِ الرؤيا
وسادَ  ضجيجُها
قانِ الوجوهِ
وكنتُ أعشقُ قانَهـا
فالتفَّ نزفي لؤلؤاً فـي  صـورةٍ
حَرفتْ منازل أمرها وأمانها
ونبهتُ فلسفـةً لهـا وعُصـارةً
وركضتُ أسبقُ في الكتابة جانَها
فتهللـتْ بِشـراً، وزادَ توهّجـي
أنَّ القوافـي أشبعـتْ  جيرانَهـا
عسلاً
ومِخيالاً
وخمـراً سائغـاً
للشاربيـنَ
وزدتُهـمْ إحسانهـا


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x