دعوني أوضح أكثر




1- الحياة:



الحياةُ اسْتِجابةُ عينِ المدى
للرَّحيلِ الأخيرِ
ومأوى الضِّباعِ
وَسَيْل الزَّمانِ على قُبّةِ الانتظارِ
انتظارِ القصيدةِ بعد ضُلوعِ النَّهارِ
بِتَمْشيطِ قَلْب الحديقةِ ذاتَ خريفٍ
وإيقاعِ فِتْنَتِها تحتَ حذفِ الغُبارِ

الحياةُ سُلوكُ الخيامِ القريبةِ
مِنْ قُبَّراتِ الخريفِ وأنفاسِها في المساءِ
وَفِتْنَتِها باجتذابِ الفِخاخِ
لِعُشَّاقِها الذَّاهلينَ
إذا عَزَموا أنْ يَظَلّوا قَريبينِ منّي
ومِنْ حُزْمَتينِ مِنَ الضُّوءِ
لا تَحْزموا أَمْرَكمْ
هذه الأرضُ مَعْزُولةٌ بالدَّمارِ

الحياةُ انْتخابُ الفريقِ الذي غادرَ الآنَ
ملْعَبَهُ
فائِزاً
ثُمَّ عادَ إلى ملْعَبِ طافحٍ بالقمارِ

الحياةُ انْقلابُ الأَسِرَةِ في آخرِ الليلِ
لكنّها
لا تُطيلُ النظرْ
فامنحوا حلْمَكمْ
آيتينِ لهذا الوضوءِ
ولا تَبْخَسوا الأرضَ عينَ النَّهارِ

2- الموت:

  

غوايةُ عَينِ الجزيرةِ
في مونديالِ السُّكونِ
وحَرْث الجماهيرِ وهيَ تُرَدِّدُ أسماءَها
غوايةُ عَصْرَينِ
عَصْرِ انحيازِ البُكاءِ
إلى صرَّةِ الماكثينَ طويلاً
وعَصْرِ البُكاءِ الذي ينحني لالْتِهامِ البَصِيرةِ
وهيَ تُسابِقُ أبناءَها
غوايةُ ليلٍ يَطولُ على رَكْوَتَيْنِ
مِنَ الحُجُراتِ
وليلٍ قصيرٍ إذا ما دَنا
ثُمَّ آلَ إلى أنْ يَغيبَ وحيداً 


3- اليَسار:



اليَسارُ الذي كان لي جَبْهَةً للحياةِ
وَعَدَّلَها نبضُ حْدْسي
نَفْسُ اليَسارِ الذي بَدَّلَ الأرضَ بالجاهِ
وانحازَ ضِدْي

اليَسارُ الغريبُ الذي كان لي
في المنافي بلاطَاً على الأرصفةْ
نَفْسُ اليَسارِ الذي حاز كأْسَينِ
حين التقينا
غَريبينِ
لا أنا أَحْمِلُ هَمّي
ولا هوَ يَحْمِلُ لي
في
الضُّحى
أرغفةْ!!

كأنّي أعيدُ حساباتِ عُمري
مِنْ الرَّمْزِ كنتُ أقيمُ وجودي المُغَطّى
بِتُفّاحِ بابلَ
أو بالمديحِ الأخيرِ على بابِ قلبي
قَضَيْتُ على إِرْثِنا
وانْتَبَهْتُ إلى المسألةْ
لألقى تَوابيتَ شَعبيَ مَحْشُوّةً بالخِداعِ
اليَسارُ الذي غَرَّبَ البوصلةْ!!
وما زالَ يَشْرَبُ مِنْ مائِهِ الآسنِ
وما زالَ يَعْبَثُ في خصلاتِ الصِّراعِ
وما زالَ يُتْقِنُ فَنَّ الولوجِ إلى بِئْرِ روما

اليَسارُ الذي مَرَّ في خاطرِ الزَّيزفونِ
وَعَسْكَرَ تحت دوالي البيوتْ
نفْسُ اليَسار الذي لا يُفَرِّقُ بين انتظارِ الحَصادِ
وبين الرّكوبِ على ظَهْرِ حُوتْ!

دعوني أُوَضِّحُ أكثرَ
هذا أنا في انتسابي إليَّ
إلى إِرْثِنا في احترامِ الشَّجَرْ
وَهُمْ وَحْدَهمْ مَنْ يَفرُّونَ مِنْ شَعْبِهمْ
باتّجاهِ الطُّغاةِ

دعوني أُوَضِّحُ أكثرَ
الطغاة الذين تعاظَمَ فيهمْ سَوادُ الخَطَرْ
ولكنَّهمْ لا يَرونَ الوضوحَ بِمِرآتِنا
إذ نُوازنُ بينَ التَّعاليمِ فينا
وبين اللحاقِ بأطفالِنا
والشُّعوب إذا ما تَصاعدَ فيها نِداءُ الإلهِ
اسْتَجابَ القَدَرْ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x