صبوتُ
والشعرُ
إذ يصفو الندى، وأنا
إلى المعـارجِ أختـارُ الذرى علمـا
ظمئتُ والروحُ
لا جفَّ الصدى، ولهـا
من البحارِ حياةٌ تُطلـق القسمـا
قالـوا يُعقِّـدُ فـي الإيحـاء جملتـهُ
فقلتُ: هل من دمٍ يسعـى إذا لُجمـا؟
إني وجدتُ خفيفَ القولِ فـي مـرضٍ
يذوي،
ويبخسُ هام الوجـد والذّممـا
صبوتُ والشعرُ
والغفـرانُ مكحلةٌ
وصاحبُ الشعر لم يَعـدمْ لـهُ حرمـا
وصاحبُ الشعرِ نحـنُ الآنَ حوزتُـه
ونحن نسعى
خميسٌ* كيفمـا وبمـا
رمى من الورد كأساً صـار واحدنـا
كمـن بـهِ جِنّـةٌ
أو قـام فانهدمـا
يبني الظواهرَ من طينٍ ومـن علـقٍ
فتستحمُّ بمـاء الـورد كيـف رمـى
صبوتُ والشعرُ
هل في الشعرِ معجزةٌ؟!
تقدّمَ الشعـرُ
واختـار الفتـى علمـا
فقلتُ واهـا: إذاً يـا ريـحُ فاتّجهـي
أينَ اتّجهتِ
صديقي يسكـن القممـا
وأين غابتْ هنا في البـرق بوصلـةٌ
يمشي، ويُبرقُ فـي أثدائهـا الدّيمـا
وتستثار بـهِ فـي الخـوفِ أسئلـةٌ
وتستريـحُ إذا مـا قـالَ أو عـزمـا
صبوتُ والشعرُ
كم من نائمٍ خطفـتْ
عيناهُ نحـلَ قصيـدٍ سيـقَ فابتسمـا؟!
حتى إذا ما أرادَ النـومَ ذات ضحـىً
صلى صلاةَ الظما
فانحـاز
والتأمـا
هو الخميسُ إذا مـا اجتـاحَ خلوتنـا
نادى القريضُ هنا الإبداعُ ما انجذمـا
لأنَّ حبل الصّفـا فـي شعـرهِ مـددٌ
والشعرُ طوع بنانِ لـم يـزلْ حكمـا
صبوتُ والشعرُ
حيِّ الغيـمَ منهمـراً
في غابة السحرِ يُذكي شاعراً عُصمـا
ما كان في الخيل من أسفـاره خبـبٌ
إلا أقامَ قريضـاً مـن لدنـهُ نـَمَا
فانزاحَ يبري الخطى عن ماء ساحلهـا
وانزاح يسقي عطاشـاً سائغـاً شبمـا
هـو الأميـرُ فـإنْ طافـت أوامـرهُ
في مقلة العشقِ صرنا الجيش والعلمـا
صبـوتُ والشعـرُ
لا حـدٌّ
ويوقفنـا
فقد نَمَا الشعرُ فـي أعطافنـا وسمـا
فطاف حـول الحِمـى نـورٌ
وأفئـدةٌ
وانسلَّ خيطُ الردى مـن جبّـه ندمـا
هذا كليمُ النـدى
يـا أرضُ فاتّئـدي
إنّـا جعلنـا لـهُ مـن روحنـا قلمـا
__________
* إلى خميس لطفي / شاعر فلسطيني راحل