رِفقاً بأنفـاسِ الهـواءِ وطيبِهـا
فأنا سحبـتُ رواءَهـا بذنوبهـا
رفقاً بهـا فالمُورِقـاتُ حبسنهـا
ما بين إشعاعِ الخطى وغروبِهـا
ووقفنَ خلف البابِ مثل عجائـزٍ
أبصرنَها، ونسينَ بعضَ عيوبهـا
فأتتْ مُحجّلـةً بنصـفِ حذائهـا
ودنتْ من الذكرى بحبل دروبها
أما أنا فخطفـتُ وجـه غبارهـا
وقضيتُ أسبابي بنصِّ صليبهـا
أبرمتُها شمّاً
ووشماً فـي دمـي
حتى تعالتْ عن فضاء جيوبهـا
لم تملكِ الأسبابَ
لي سببٌ مضى
مع سرِّهِ الجمّالُ تحت نضوبهـا
فأخذتُ أنفاسـي إلـى أوقاتهـا
سعياً على عكازِ دمـعِ وجيبهـا
ضمّدتُ عمري مترفاً بحقيقـةٍ
عجزي أنا
يا ريحُ جمرُ شحوبها
المُبرِقاتُ حَجَزنَ لي شبراً هنـا
ضعْ يا أنا
في الشبرِ حجمَ نحيبها
واكتبْ على مرآتها غاب الـذي
سوّى حجابَ النّفسِ مثلَ دبيبهـا
حتـى إذا وَفَـدَ الكـلامُ لغيمـةٍ
قالتْ لهُ هل جـاء نهـدُ حليبهـا
لكنّهُ شَمَعَ الإنـارةَ فـي الدُّجـى
والناسُ منشغلونَ عن مطلوبهـا