حدَثٌ طارئٌ ومضيء



قَلَقٌ في الغيابِ يُصفِّرُ لي
أوْ أُصَفِّرُ
لمّا أرى ثَعلباً ماكراً 
وبَطيءْ
ليسَ ذلك خَرْقُ الثيابِ التي في القصيدةِ   
كان لها في أُذَيْنِ ارتعاشي صَدى نحلةٍ
في أُذيْنِ ارتعاشي
وتُوحي بِبُطءِ الحديثِ الأخيرِ
عَنِ الزوبعةْ!
وهوَ يمارسُ خِفَّتَهُ في اللجوءِ
إلى حَدَثٍ طارئٍ....
ساطعٍ
وَمُضيءْ
رَجَّحَ العَقْلَ
واختارَ لوناً يُضافُ إلى ظِلّهِ في الحروبِ
وكان لهُ صَاحبٌ في السُّجونِ
ومزرعةٌ مُشْرَعةْ

ليسَ ذلك إلا بياض المدى
إذ تجوبُ الإناثُ الصَّحارى تِباعاً
وَتَفْطَنُ أنْ لا مرايا على القُطْنِ
تعكسُ صُورتَها
واعتباطاً تُجيرُ رحيلَ الجماعاتِ
عَنْ فسحةِ المَزْرَعةْ

لا يرى أنَّ ساحتَهُ مُفْرَغةْ
وأنَّ عِقالَ الرِّباطِ على جِسْرهِ
صار ليلاً طويلاً
ويشْتُلُ سَرْدَ النَّوايا من الناسِ
حتّى إذا صارَ يَحْمِلُ كيسَ الضُّحى
صار يُوْمِئُ لي
هذهِ جُثّتي 
فاكتنزْ ما تَخَطّى دَمي
إنّهُ الليلُ إذ يَمَّحي مُقْنِعَاً نَفْسَهُ
أنَّ وَحْلَ الدروبِ هُنا خطوةٌ
في ترابِ النَّسيءِ
فَمَنْ أَقْنَعهْ؟!

ليسَ هذا سَواد الحكايةِ
لكنْ
يُشرِّدُني
كُشْتُبانُ القصيدةِ يوماً
لأهدأَ
ما لي إذا وَصَلَ النَّجمُ أرضي شهاباً
وَكَنَّ على خَيْطِ هذي الغزالةِ
وهيَ تُداري الوضوءَ على النَّبْعِ
ثُمَّ دَنا مِنْ مُروجِ الخطايا
وَقَهْقَهَ في نِيَّةِ الرَّصْدِ
حتّى إذا نَفَرَ النَّاسُ مِنْ خَوْفهمْ
باتِّجاهِ الجنوبِ
أناخَ لهمْ ثورةَ الأشرعةْ

الخروجُ مِنَ الأرضِ حين تقشِّرُ أطفالَها
تحت لفْحِ الصَّفيرِ الجريءْ
القيامةُ ليستْ هُنا
وليسَ لجاري اهتمامٌ بَريءْ
إذا ما تَبَلَّلَ هذا الرَّصيفُ بجرحٍ مُضيءْ
وليسَ لَهُ أنْ يُداري السَّتائرَ
إذ يُطْفِئُ الضَّوءَ أو ينحني
ليصيرَ يَدَاً
كَفَّها ثعلبُ الليلِ عَنْ أرضِها
ثُمَّ وَسْوَسَ للنّفْسِ 
هذا صَفيرُ خطى الأقنعةْ!!
يُشَرِّدُ هذي المسافاتِ وَحْشُ النوايا
وَيَهْزَأُ بالذَّبذباتِ التي عَشَّشَ الماءُ فيها
فأثقلَها
مُتْرَعاً بالحنينِ
وأسودِ هذي الغواياتِ
وَحْشُ النَّوايا إذا راحَ يسطو على خيلِنا
في الحقولِ
ويتركُها ترتجفْ

كأنّا نُداري صَدانا على حَجَرٍ في السَّوادِ
هنا مُختلفْ
كأنَّ النهاياتِ أَشْرَقَ فيها دَمٌ ناحِلٌ
في اكتظاظِ الغيومِ على الجِسْرِ
ذلك أدنى
وَخَفَّتْ جيوشٌ تَداركَ فيها دمُ السَّهلِ
حتى تَعَلَّلَ بالصَّافناتِ الجيادِ
ولم يرَ في الحبرِ خلفَ انتشارِ البياضِ
هنا إصْبَعَهْ!
لئلا يموتَ معي
أوْ أعيشَ مَعَهْ!!

هكذا
كُشْتُبان القصيدةِ يمضي اتّساعاً
إذا أوزَرَ العُشْبَ نَبْعٌ من الأرضِ
أو صارَ يمشي على الأرض نملٌ
إلى آخرِ المزرعَةْ!

هكذا يُقْلَبُ الشَّيءُ في الرَّسْمِ
أَقْلبُ رَسْمَ التَّشيُّؤِ مَعْ مُجرياتِ الحروبِ
وأغسلُ ذَيْلَ الثِّيابِ
لِيَخْضَرَّ فيَّ الضُّحى
دُفعةً واحدةْ
أو  لأدْخُلَ أكثرَ في الضُّوءِ
معنًى لهذي السِّعةْ!
يموتُ معي
أو أعيشُ مَعَهْ
كلانا تحرَّرَ مِنْ سُمْعَةِ الخوفِ
عادَ إلى أصْلهِ في المَجازِ
المَجازِ الذي بانَ أكثر رؤيا
مِنَ الحَفْرِ في اللايقينِ
وأكثرَ رؤيا مِنَ الوردِ
لَمّا أُصافحُ نفْسَ الجدارِ الأخيرِ
على سَلسبيلٍ تَجَرَّأَ أنْ يَحْتفي
بالذي حار فيهِ
ولنْ أتبعَهْ!!



إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x