أَمْسَكَ عَنْ تعقُّبِ ظلّهُ



رغمَ ذلكَ
رغمَ تَجْسيدِ الكلامِ على مَقاسِ الليلِ
في نَدَواتِ أهلِ الأرضِ
رغمَ تَحَسُّرِ الأولادِ
حين رأوا فواكهَ في الطَّريقِ
ورغمَ تَوْريطِ الحجارةِ في شُقوقِ الماءِ
أَمْسَكَ عَنْ تعقُّبِ ظلَّهُ

قالوا السِّيَادةُ في السَّعَادةِ
والسَّعَادةُ - باتّخاذِ الأمرِ -
بعد نزولِ شاعرنا إلى الطُّرقاتِ
يَفْرَحُ حين يَعْبرُ خطّ أُمْنِيَةٍ لنا
ولا نَنَساهُ، يَفْرَحُ
غيرَ أنَّ القِرْطَ في أُذنيهِ أَطْوَلُ
مِنْ رِهانِ العَرْضِ
حين يُضَعْضِعُ المعنى
لِيَكْسَبَ أهلَهُ 


2- شأنٌ داخلي


ليسَ شَأْنَاً داخِليَّاً
هَبَّة الإيقاع في كأسٍ شجيّةْ
ليسَ تَوريثاً لأجيالٍ تجلّتْ
في دروبِ الأبجديةْ
غيرَ أنَّ الصَّقْرَ يَرمي مخْلَباً
للرّيحِ والمعنى
ويمضي عابراً هذا النَّسيجَ الحُرَّ
يرمي لعبةَ التَّقْطيرِ
في الممشى
وَيَسْتعصي على ريحٍ شَقيّةْ
ليسَ شَأْنَاً داخِليَّاً
أنَّ ميلادي أتى في الليلِ 
مَسلوبَ الهُويةْ
هَبَّةُ الإيقاعِ
مَرْضاةُ الأساطيرِ القَصِيَّةْ!!




3- هو ذلك
  
عَيناهُ تَتَّسِعانِ حيثُ ظننتُهُ      
وحياً، وفي غارِ القصيدةِ نارا
هو ذلك التاريخُ نبعُ غوايةٍ        
وروايةٍ لم تستردَّ دِيارا

أُمِّيَّةٌ لِلْمَاءِ كان لها صَدى
مِنْ روحِ أخْيِلةٍ جَبَلْتُ نَهارا
أُمِّيَّةٌ لا شيءَ فيها يُشترى
إلا الذي أَذْكَيتُهُ اسْتِذكارا


 4- نهر مُجزَّأ


رُكْنانِ للضَّيفِ  الثَّقيلِ
ولي أنا رُكنانِ مِنْ خَشَبٍ تَهَرَّأْ

هل تُسْعِفينَ غوايتي في الليلِ
إذْ أغفو على جُرْحٍ يصيرُ وسادةً
لأظلَّ أُعلي شأنَ مِدفأتينِ
في المنفى
وأدفأْ

رُكنانِ مِنْ حَصَبِ السٌّقوفِ
وآخرٌ مِنْ لوثةِ الأشجارِ
وهيَ تُصارعُ الأبوابَ
عَنْ ريحٍ
وَتَبْرَأْ

كلتا يديكَ من الكتابةِ ذاتِها
نَهْرٌ مُجَزَّأْ



 5-  لكلِّ شيءٍ مزاد



لَمْ تكنِ الوردةُ أجملَ مِنْ أنثى
تجلسُ في الفَجْرِ
لكي تَقْطُفَ لي حَبَّةَ رُمَّانْ
وكذلكَ لَمْ يكنِ الحيرانُ جَديراً بالمرآةِ
لأمشي
في نُسُكٍ ظَمآنْ
ذلك ما أوحى لي 
وجهُ الأنثى
وهيَ تُضارعُ بعضَ نُعاسِ البُرْهانْ


 6- ربّات هذي البيوت


لِهذا الغَزالِ الذي مَرَّ بي
في المساءِ
وعاقَبَني
صرتُ مثلَ الجميعِ
أُزَيِّنُ أرضي بِوَرْدِ القِناعِ
وأتركُهُ ذابلاً                
ذابلا

لِهذا الغَزالِ الذي صارَ رسماً لقلبي
تَرَكْتُ على السَّفحِ آثارَ مَنْ عَبَروا
باتِّجاهِ الكرومِ
أبي والتي غَزَلَتْ ثوبَها
من ترابِ الحديقةِ أُمّي
وفي لغتي بعضُ نقْصِ الحِوارِ
مع اللاجئينَ: 
تَطَهَّرْ
تَرَ الضُّوءَ يُعْشي المسَّاحاتِ
خُذْ جنّةَ الرّيحِ
لا تَنْشَغِلْ بالطَّحالبِ تعلو على كلِّ بابٍ
وَخُذْ ما تَعَلَّلَ مِنْ سَرْدِ  
رَبَّاتِ هذي البيوتِ
احتفظن كثيراً بِرُمّانِ قَلْبِكَ
أَغْفَلْنَهُ عاثراً
واجْتَهَدْنَ بِكَيِّ الجِوارِ 



  7- معنى مُدوّر


نأَيتُ عَنِ المَجازِ
ليدخلَ الإيقاعُ في المعنى المُرَاوغْ
وأَعْصَبْتُ الحنين على يدينِ مِنَ المرارةِ
قلتُ: يَسْكُنُني حوارُ البردِ
في ليلٍ تقاصَرَ عَنْ يدينِ مِنَ المرارةِ
قلتُ، فانتشرَ الخريفُ

عَلِّقْ على الشُّبّاكَ ريشَ حَمامةٍ        
وحمامةٍ
وانْظُرْ
أَتَزْرَعُ تحت ضوئِكَ عُشَّها
وانْظُرْ
أيترُكُها الذي عَجَنَتْهُ أمُّهُ مَرَّةً
لَمَّا أزالَ عَنِ المرايا قَشَّها
وانْظُرْ إليها وهيَ تُبْصِرُ نَفْسَها
أتَرى
تموتُ قُبيلَ أنْ تَمْشي
وتخطف نعشها



  8- عَصِيٌّ عليك


عَصِيٌّ عليكَ
على أنْ تُجادِلَ قَوْماً
 إذا أُفزِعوا
فَزِعوا
عَصِيٌّ على جلنارِ الحديقةِ هذا الهباءُ
وهذا البكاءُ
على من تمادى الذي في الحديقةِ مثلي
على دَمِهِ
والشررْ
عَصِيٌّ عليكَ
الطُّيورُ تُرمِّمُ شيئاً قريباً مِنَ اللاحواسِ
وتنهضُ بي
في عُيونِ السَّحَرْ

عَصِيٌّ على كُحْلِ غَمازتينِ
الضَّجَرْ

عَصِيٌّ عليكَ
انقباضُ دَمِ المارقينَ على خِنْجرٍ
في الرُّسومِ التي هَيَّأَتْكَ لِنَيْلِ الظلالِ
الظلالِ إذا ما أتيتَ إلى الشَّرقِ
تسعى بكلتا يديكَ
وأنتَ اصْطِلاءُ الغُيوبِ
ومنأى حَجَرْ


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x