حبال الدّم



نسلتُ صوفَكِ يا أيامُ فانصَرِفي
قد أفرُطُ الرّيحَ
أو أخلو إلى صدَفي
إنّي هجرتُ غمامي
حاجتي جبلٌ
أو حاجةُ الوردِ نحلٌ في هواكِ وفي
فاستنبتي القلبَ إيقاعاً، وإنْ لمحتْ
رمشَ الهواءِ يدي
إياكِ
...
لا تقفي
قد زوجتنا بلادٌ لستُ أذكُرُها
وفرّقتنا ديارٌ
والجنونُ خفي
يا مُزنَ ناري هنا كانت تُؤجِّلُنا
حربٌ، وتفتحُ أمصاراً من التّلفِ
هذا أوانُ دمي شطحاً، ولي قَدَمٌ
تمشي كمثل حنينِ النقش للخزفِ
هل يبدأ الحرفُ لحني
أم بهِ خجلٌ
أمْ أنَّ سرّ دواةِ الحبرِ في الهدفِ
كُنّا قديماً، ولا يبدو لنا حجلٌ
يحيا، ويؤنِسُ سطح الليلِ بالتّرفِ
كُنّا نواسي الأسى  والرّاحلين معاً
ونأخذُ الوقتَ أسباباً إلى القرفِ
كُنّا، وكان لنا في الشعرِ مأثرَةٌ
والظامئونَ حيارى
والخفيرُ خفي
كُنّا، وكانتْ لنا من بعضِ جملتهِ
ريحٌ، وتُنقُصُ شكل الحرفِ في الحِرَفِ
كُنّا، كفى...، واختلا
ضدّانِ عن سعةٍ
وغابَ أوّلُنا عن سيرةِ الشّرفِ
ناهيكَ عن سببٍ أخشى مسارِبَهُ
إغفاءةُ النصِّ ضوءٌ في غِوى الكِسَفِ
كم روّعتنا ديارٌ لستُ أذكُرُها
والعدُّ في الصّفرِ مثل الرّكضِ في الغرفِ
أخشى منازلةً 
لا والذي سبحتْ
من أجلهِ الطيرُ في إشراقة النُّتَفِ
بل أكتفي بالومَى، والعابرونَ هنا
هُمْ من ضلوع يدي يا غابة الأسفِ
يا ريح
يا ماءُ 
سرُّ الأرضِ مرتبةٌ
والحُرُّ حيٌّ، وشعري...فاكملوا شغفي
إنّي حذفتُ جنوني
غير أنَّ فمي
لا ينْهَد الحرفَ إلا في هوى التُّحفِ
تمثالُها الغيمُ أضلاعي
وإنْ سُقِمتْ
غرَّ الهواءُ حبالَ الدّمّ في النُّطفِ
إنّي أجرتُ عيوني من تماثُلِها
وأخّرتْها مرايا  
فاقرؤا حشَفي
أجرى عليهِ الفتى في الليلِ مسألةً
وقال يا ناسُ ناموا: إنني الحنفي

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x