أفيقي على دربيـنِ
هـذا شرابُهـا
وهذا نسيجُ الحـبِّ
هـذا نِصابُهـا
وهذا كثيرُ الشّهـدِ لـلأرضِ غايـةٌ
تموجُ، وترعى الوارثـات رضابها
لها الملأ الأعلى
وخلـف رسومِهـا
يبوحُ بأصلِ الإرث لفحـاً عُبابها
إذا أثلجَ الشمـسَ الحـرونَ دعـاؤهُ
تناهى لهُ في المعسـراتِ اقترابُهـا
هنالك رمـلٌ كـان يُخفـي غيومَـهُ
فسلّتْ شظايـاه الخطـى وقِرابُهـا
أفيقي على دربينِ
من دارجِ الفتـى
وقيلي علـى زنْـدٍ رعـاهُ شبابُهـا
تطاول نخـلاً
والنخيـلُ كمـا أرى
يواكب عرسَ الشمسِ حينَ سرابُهـا
يؤاخي دماً لا في السكـوتِ مقامُـهُ
ولا في دعاء النائحيـنَ عُقابُهـا
لها الفوجُ نشراً للجمـال حبـا لهـا
من الفِكْرِ ما يسعـى إليـهِ سحابُهـا
تـدورُ بأفـلاكٍ
وواسـعُ بحرِهـا
إلى العقل يسعـى والهـداةُ جوابُهـا
تدورُ بأفلاكِ السّمـاءِ، ومـنْ يـرى
بعين الندى
يمشـي إليـهِ مهابُهـا
لها دورة التكوينِ في النصّ صـورةٌ
ومرآتُها المعنـى
وقلبـي انتسابُهـا
لها فضّة الشكلِ الـذي فـاق نجمُـهُ
نجومَ العلا، أو شـعَّ فيـهِ شِهابُهـا
رويْتُ لأهلـي مـا تحجّـرَ سابقـاً
وما قد أناخ الظهرَ منـهُ اغترابُهـا
فلاحَ لصدر الشعـرِ بـابٌ ودولـةٌ
ولي في الفضـا زمَّ الكتابـة بابُهـا
فعددتُ رحْلي
كان في البيدِ شاعـرٌ
يجامـعُ وقتـاً عـزَّ فيـهِ طلابُهـا
وشذّبتُ رمحَ القوسِ
فاختارَ حجمَها
وهل يستوي مع ذي القيافةِ غابُهـا؟!
فعُدتُ لأصل الماءِ زحفـاً وقابضـاً
من الجمرِ روحاً هدهدتهـا ثيابُهـا
أفيقي على دربيـنِ
حالـي ممـزّقٌ
وأرضـي هنـا لا يُستـردُّ إيابُهـا
وحالي كما يبدو على الريـح جملـةً
تضارعُ ظلاً حـار فيـه انسكابُهـا
فلا أرتضي خيطـي
بكـفِّ قصيـدةٍ
ليدلجَ كأسي فـي النـواةِ خضابُهـا
كذا ريقَ سمعي إذ بسطتُ لهُ الهوى
وآنستُ طيـراً، فاستحـالَ لعابُهـا
على كفِّ دربي مثل رحْـمٍ ونائـلٍ
من الريـح سحـراً أنثتْـهُ شعابُهـا
فقلتُ بمجد الـرّوحِ أبنـي صلاتهـا
وأفرُقُ أمراً
إنْ دعانـي خطابُهـا
وأطرحُ خمراً
في النشيـدِ لـهُ يـدٌ
تبـوء بحمْـلٍ
لا ينـوءُ صعابُهـا
وأفركُ صدراً أنْ نعى لـيَ صاحبـاً
كما يجتبي المِهباشَ خلفيْ عُصابُهـا
تشمّسَ كُلِّي
أينَ كان صدى المـدى
وهل أشعل السّروالَ بوحاً ثِقابُهـا؟!
كأنّي بنفسي أحتفـي، وكأنّهـا
تعاود رسْمي
كـيْ يمـرَّ ركابها
لها يَعْقِلُ القلبُ الـذي فـرّ عاشقـاً
ويَعْقِلُ مائي في الغيـومِ احتسابُهـا
إذا جئتُ أنجو مـن ضلالـةِ سيـرةٍ
تقاذف جذعي في الحنيـنِ ضِرابُهـا
أنا لم أكنْ وحـدي
وهـذا ذهابُهـا
من الخوفِ يُنجيني
وهـذا إيابُهـا
يَسرُّ بروعـي أنَ ساحـل بحرهـا
عميقٌ، وكأس الحبِّ قيـلَ شبابها
وإنْ جَنَّ ليلُ المعسراتِ على الثرى
أقمتُ لها ضلعـي
فحـجَّ ثوابها
إلى جنّةِ المعنـى
وسـادَ ضبابها
ونافح طُهري في المقـامِ صوابُهـا
أتدرونَ ما نفسي
وزيّـنَ شاهـدي
لها القَصْـد إذ أمَّ العريـنَ ترابُهـا
مصادرَ عقلٍ لا يغيبُ عـن الـورى
وسـورةَ طُهـرٍ جمّلتْهـا ثيابُها
فإنْ جئتَ تسعـى
فالمقـامُ مبـاركٌ
وإنْ رحتَ تنأى فالعيـونُ حسابُهـا
وإنْ خضتَ أرضاً في اليباسِ وجدتها
تمـدُّ ذراعـاً، والغيـومُ رقابُـهـا
أتدرون مـا شعري
رسالـةُ أمّـةٍ
لها طأطأتْ ريـحٌ
وهـذا كتابُهـا
يَسرُّ بروعـي أنَ ساحـل بحرهـا
عميقٌ، وكأس الحبِّ قيـلَ سحابُهـا